للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رجع الرسول بجواب يعقوب عسكر المعتمد بخارج سرّ من رأى واستخلف ابنه جعفرا ثم وافى بغداد فاشتقّها [١] وجازها إلى الزعفرانية فنزلها، وقدّم أخاه أبا أحمد الموفّق وسار يعقوب بجيشه حتّى صار من واسط على فراسخ فصادف هناك بثقا بثقه مسرور [٥٠١] البلخىّ من أجله حتى لا يجوزه. فأقام عليه حتّى سدّه وعبره وصار إلى باذبين ووافى واسطا.

وسار محمد بن كثير من قبل مسرور البلخىّ فنزل بإزائه بالنعمانية وسار المعتمد حتّى صار إلى سيب بنى كوما وأقام المعتمد حتّى اجتمعت إليه عساكره. وزحف يعقوب من واسط إلى دير العاقول ثمّ زحف إلى عسكر السلطان. فأقام المعتمد ومعه عبيد الله بن يحيى وأنهض أخاه لحرب يعقوب، فجعل يعقوب يعبّئ أصحابه وجعل أبو أحمد موسى بن بغا على ميمنته ومسرور البلخىّ على ميسرته وصار هو فى نخب الرجال فى القلب.

فالتقى العسكران بين سيب بنى كوما ودير العاقول. فشدّت ميسرة يعقوب على ميمنة أبى أحمد فهزمتها وقتلت جماعة منها من القوّاد بينهم إبراهيم بن سيما وغيره، وسائر عسكر أبى أحمد ثابت. ثمّ ثابت المنهزمة فحملوا على عسكر يعقوب فثبتوا وحاربوا حربا شديدة، فقتل منهم جماعة وأصاب يعقوب ثلاثة أسهم فى حلقه وبدنه ولم تزل الحرب قائمة بين الفريقين إلى آخر وقت العصر.

ثمّ ظهر فى كثير من أصحاب يعقوب كراهة قتال السلطان لمّا رأوه بإزائهم. [٥٠٢] ثمّ حمل جميع أصحاب أبى أحمد على يعقوب ومن ثبت معه فانهزم أصحاب يعقوب وثبت يعقوب فى حامية أصحابه، حتّى مضوا وفارقوا موضع الحرب وغنم عسكر السلطان عسكر يعقوب. فيقال: إنّه أخذ


[١] . فى مط: واستقّها. فى الأصل: واشتفّها. فى الطبري (١٢: ١٨٩٢) : واشتقّها.

<<  <  ج: ص:  >  >>