للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بطرق البطيحة ومسالكها- إلى أن يسير مع الجبّائى حتّى يستقرّ بالحوانيت.

وكاتب سليمان بن جامع أن يسير إلى الحوانيت فسار الجبّائى فى طريق الماذيان فتلقّاه رميس فواقعه الجبّائى فهزمه وأخذ أربعا وعشرين سميرية ونيّفا وثلاثين صاخة [١] وأفلت رميس ووافق خروجه منهزما مع أصحابه خروج سليمان بن جامع من النهر العتيق. فتلقّاه فأوقع به فيمن أفلت معه وانحاز رميس إلى بئر مساور ولحق بسليمان من مذكورى البلالية وأنجادهم جماعة فى نحو من مائة وخمسين سميريّة فاستخبرهم الخبر فقالوا:

- «ليس بينك وبين واسط أحد من عمّال السلطان وولاته.» فاغترّ سليمان بذلك وسار حتّى [٥٠٤] انتهى إلى الجازرة [٢] فتلقّاه رجل يقال له أبو معاذ القرشي، فواقعه فانهزم سليمان عنه وقتل أبو معاذ جماعة وأسر جماعة فيهم قائد من قوّاد الزنج يقال له: رباح، وانصرف سليمان إلى موضعه الذي كان معسكرا به فأتاه رجلان من البلالية فقالا:

- «ليس بواسط أحد يدافع عنها غير أبى معاذ فى الشذاءات التي لقيتك.» فاستعدّ سليمان وكتب إلى الخبيث مع البلاليّة الذين استأمنوا إليه واحتبس الإثنين اللذين أخبراه عن واسط بما أخبراه، وسار قاصدا لنهر أبان فاعترض له أبو معاذ فى طريقه ونشبت الحرب بينهما وعصفت الريح فاضطربت شذاة أبى معاذ وقوى عليه سليمان وأصحابه فأدبر عنهم.

ثمّ مضى سليمان فافتتح نهر أبان فأحرق وانتهب وسبى النساء والصبيان ثمّ وجّه رجلا يعرف له خبر واسط، فأخبره أنّ مسرورا قد توجّه إليه وأنّه بواسط. فتحمّل سليمان من موضعه وطلب موضعا يقرب عليه قصد صاحبه


[١] . كذا فى الأصل: صاخة. فى الطبري (١٢: ١٩٠١) : صلغة.
[٢] . فى الأصل الجارزة فى الطبري (١٢: ١٩٠١) : الجارزة.

<<  <  ج: ص:  >  >>