للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- «لست أقبل ما يقول أو يخطب لى على منابر أعماله.» فأجابه محمد إلى ما أراد. ثمّ راوعه وقصد علىّ متّوث [١] فلم يطقها لحصانتها فاتّخذ لها سلاليم وآلات الحروب. وكان مسرور عرف قصد علىّ متّوث، فلمّا صار إليها وافاه قبيل المغرب وهو مقيم عليها. فلمّا عاين أصحاب علىّ أوائل خيل مسرور انهزموا وتركوا عسكرهم وجمع الآلات التي أعدّوها وقتل منهم جمع كثير وانصرف علىّ مذعورا مفلولا ولم يلبث حتّى تتابعت الأخبار بإقبال أبى أحمد الموفّق إلى سوق الخميس وطميشا [٢] وفتح أبى أحمد إيّاها.

ثمّ ورد عليه كتاب يحفزه حفزا شديدا بالمصير إليه فى عسكره.

[ودخلت سنة سبع وستين ومائتين [٥١٨]]

وفيها غلب أبو العباس ابن الموفّق على عامّة ما كان سليمان صاحب الزنج غلب عليه من قرى دجلة ذكر الخبر عن ذلك

إنّ الزنج لمّا دخلوا واسطا- وكان منهم ما ذكرنا- واتصل الخبر بأبى أحمد استعظمه، فخفّ للنهوض ابنه أبو العباس. فلمّا استجمع أمره ركب أبو أحمد يعرض أصحابه ووقف على عدّتهم فكان جميع الفرسان والرجّالة عشرة آلاف رجل فى أحسن زىّ وأجمل هيئة وأكمل عدّة ومعهم الشذاءات والسميريّات والمعابر للرجّالة. فنهض أبو العباس وانصرف أبو أحمد من تشييعه وأقام أبو العباس بالفرك حتّى تكامل أصحابه وأقام أيضا بالمدائن، ثمّ رحل إلى دير العاقول. فورد عليه كتاب نصير أبى حمزة صاحب الشذاءات


[١] . كذا فى الأصل ومط والطبري (١٣: ١٩٤٦) .
[٢] . فى الأصل: طهيا، والمثبت من مط.

<<  <  ج: ص:  >  >>