للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأحسن إليهم.

وأمر الموفّق بجباية الأهواز من جميع كورها. ووجّه إلى محمد بن عبيد الله الكردىّ من يؤنسه وعفا عنه وتقدّم إليه فى جمع الأموال وتعجيلها نحوه والمسير إليه، وتأخّرت الميرة عن أبى أحمد بالأهواز وغلظ الأمر فسأل عن السبب فوجد الجند قد قطعوا قنطرة قديمة كانت بين سوق الأهواز ورامهرمز يقال لها: قنطرة أرمق، [١] فامتنع التجّار من حمل الميرة لأجل ذلك.

فركب إليها أبو أحمد وهي على فرسخين من سوق الأهواز فجمع من كان فى العسكر من السودان وأمرهم بنقل الصخر وبذل لهم الأموال فلم يرم [٢] حتّى أصلحت القنطرة فى يوم واحد وردّت كما كانت، فسلكها الناس ووافت الميرة والقوافل فعاش أهل العسكر وحسنت أحوالهم.

وأمر أبو أحمد بجمع السفن لعقد جسر على دجيل فجمعت من جميع كور الأهواز الآلات.

فلما تمّ عقده وتراجعت نفوس الناس والدوابّ باتصال المير والأعلاف سار وقدّم أبا العباس إلى الموضع المعروف بنهر المبارك من فرات البصرة وكتب إلى ابنه هارون بأن يحدّر إليه جميع [٥٢٩] الجيش إلى نهر المبارك لتجتمع العساكر هناك.

ونزل أبو أحمد بقورج العباس ثمّ نزل الجعفرية وهذه قرية ليس فيها ماء إلّا ماء الآبار التي كان أبو أحمد تقدّم بحفرها فى عسكره فحفرت له وكان أعدّ بها بئرا، فوافاها والأمور مصلحة معدّة، ثمّ رحل حتّى ورد نهر المبارك، واستأمن قوم إلى أبى أحمد طمعا فيما بلغهم من إحسانه إلى المستأمنه فأبلغوه أنّ صاحب الزنج قد جمع آلات الماء وفيها خلق من السودان


[١] . فى الطبري (١٣: ١٩٧٧) : أربك.
[٢] . فى مط: ولم يزم.

<<  <  ج: ص:  >  >>