للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان محمّد بن سليمان لمّا خلّفه المكتفي بالرقّة يلقط من كان فى تلك النواحي من قوّاد القرمطى وقضاته وأصحاب شرطه فأخذهم وقيّدهم وانحدر مع من معه من الجيش إلى بغداد على طريق الفرات، وأمر القوّاد الذين ببغداد بتلقى محمّد بن سليمان والدخول معه. فدخل بغداد وبين يديه الأسراء حتّى صار إلى الثريّا فخلع عليه وطوّق بطوق من ذهب وسوّر بسوارين من ذهب وخلع على جميع القوّاد وسوّروا. [٤٠] ثم إنّ صاحب الشامة أخذ وهو فى الحبس سكرّجة عن المائدة التي تدخل إليه فكسرها وأخذ شظيّة منها فقطع بها بعض عروقه من يد نفسه فخرج منه دم كثير ثمّ شدّ يده فلمّا وقف المتولّى خدمته على ذلك منه سأله:

- «لم فعل ذلك؟» فقال: «هاج بى الدم فأخرجته.» فترك حتّى صلح ورجعت إليه قوّته.

ثمّ أمر المكتفي القوّاد والغلمان بحضور الدكّة التي أمر ببنائها، وخرج من الناس خلق كثير لحضورها فحضروها. فحمل الأسرى وقوم كانوا ببغداد على رأى القرامطة وقوم من الرفوع [١] من سائر البلدان من غير القرامطة، فجيء بهم على جمال ووكّل بهم على كلّ رجل اثنان. ويقال إنّهم كانوا ثلاثمائة وستين.

وجيء بالقرمطى الحسين بن زكرويه المعروف بصاحب الشامة وابن عمّه المعروف بالمدّثّر على بغل عماريّة وقد أسبل عليهما الغشاء ومعهما جماعة من الفرسان والرجّالة. فصعد بهما إلى الدكّة وأقعدا، ثمّ قدّم بين يديه جماعة


[١] . فى الطبري (١٣: ٢٢٤٥) : الرفوغ (بالغين المعجمة) .

<<  <  ج: ص:  >  >>