للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثمّ أطلق الخاقاني إلى منزله، ووكّل به فيه، وصان حرمه أتمّ [١] صيانة، وأوقع بأبى الهيثم ابن ثوابة مكروها.

ثمّ صار ينظر فى أمر الأعمال فى دار الوزارة بالمخرّم يبكّر إليها فى كلّ يوم، ويعمل فيها إلى آخر أوقات صلاة العشاء الآخرة ثمّ ينصرف إلى داره.

وكتب إلى كلّ واحد من العمّال بما جرت العادة به من تشريف أمير المؤمنين إيّاه بالخلع، وردّ أمر الدواوين والمملكة إليه، ويقرّرهم على مواضعهم ويأمرهم بالجدّ والاجتهاد فى العمارة، ويقول فى آخر كتابه:

- «وهذا عنفوان السنة وأوّل الافتتاح ووقت حموم الخراج، ولست أعلم ما يجب أن أطالبك به فاذكره وأخاطبك عليه، ولكنّى آمرك أن تحمل صدرا من المال يتوفّر مقداره، وتنفذ الرسائل بذلك مع الجواب عن كتابي هذا عند نظرك فيه وتكتب إلىّ بشرح الحال فى أمور نواحيك وتنفذ مواقفه نقف عليها وبها على موقع أثرك فيها ومخائل تدبيرك فى توفيرها وتثميرها، وتتوقف عن إمضاء التسبيبات وما يجرى مجراها إلى أن ترد عليك كتبي وتوقيعاتى فى استماراتك [٢] [٩٢] عمّا يكون عملك عليه، وتمكّن فى نفسك أنّه لا رخصة عندي ولا هوادة فى حقّ من حقوق أمير المؤمنين أغضى عنه، ولا درهم من ماله أسامح فيه ولا تقصير فى شيء من أمور العمل أصبر لقريب أو بعيد عليه، ولا تكون بإظهار أثر جميل فى ذلك أشدّ عناية منك بإنصاف الرعيّة والعدل عليها ورفع صغير المؤن وكبيرها عنها، فإنّى أطالبك بذلك كما أطالبك بتوفير حقوق السلطان وتصحيحها وصيانة الأموال وحياطتها. وتابع كتبك بما يكون منك وقتا وقتا لأعرفه إن شاء الله.» وقلّد بعد ذلك الدواوين جماعة وعزل جماعة، وفعل مثل ذلك بالعمّال،


[١] . فى مط: أىّ صيانة.
[٢] . فى مط: فى استنماء رأيك. فى مد: فى استبار رأيك. والرسم فى الأصل لا يحتمل ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>