للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: «المكس بمكة والتكملة بفارس.» فقلت: «وهذا وحده أبطلت؟ وقد أبطلت أشياء كثيرة فمنها ومنها- وعددت أشياء مبلغ جميعها خمسمائة ألف دينار فى السنة- ولم أستكثر هذا المقدار فى جنب ما حططته عن أمير المؤمنين من الأوزار وغسلت به عن دولته من الدرن والعار ولكن انظر مع ما حططت وأبطلت إلى ارتفاعي وارتفاعك ونفقاتى ونفقاتك.» قال ثابت: فقلت: [٩٥]- «فبأىّ شيء أجابك؟» فقال: «خرج الخادم ففرّق بيننا قبل أن يجيب.» قال: وحدّثنى أحمد بن محمّد بن سمعون وكان ينظر فى أعمال النهروانات، قال:

- «مسحنا على الناس غلّاتهم فإذا بعض التّنّاء قد ذهب إلى باب الوزير علىّ بن عيسى ونحن لا نعلم، فتظلّم أنّا زدنا عليه فى مساحة قراح له، فلم نشعر بشيء إلّا وقد جاءنا عامل يعرف بابن البدّال ومعه فوج [١] من مسّاح بادوريا وفرسان ورجّالة، فلم نشكّ فى أنّه صارف لنا، فقال لى صاحبي:

أحبّ أن تتلقاه وتتنسّم الخبر. ففعلت وتلقيته وعرفت خبر المتظلّم، فعرّفت صاحبي ذلك، فقال لى:

- «لا تدرى كيف جرى أمر مساحته؟» فقلت: «لا.» قال: «فاخرج حتّى تواقف وتجتهد.» قال: فخرجت ومعى مسّاح البلد الذين مسحنا بهم واستقصيت معهم، وما


[١] . فى مط: نوح.

<<  <  ج: ص:  >  >>