للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بمكاتبته وإنفاذ الكتاب على يدي من يرى، فكتب كتابا طويلا جدّا يذكّرهم بالله ويدعوهم إلى الطاعة ويقول فى آخره:

- «إنّ أمير المؤمنين جعل كتابه هذا ظهريّا [١] عليك وحجّة من الله بيّنة فيك، وقاطعا لعللك، وبابا يعصمك إن صدقت عمّا أراده من الخير بك، وعظمت النعمة فيما بذله من العهد لك.» ونفذ الرسل، فلمّا وصلوا إلى البصرة انتهى إليهم قتل أبى سعيد، فتوقّفوا عن المسير وكاتبوا الوزير علىّ بن عيسى بذلك واستطلعوا رأيه، فعاد الجواب إليهم بالمسير إلى أولاده ومن قام بعده مقامه، فتمّموا المسير وأوصلوا الكتاب وأدّوا الرسالة، فأجابوا عن الكتاب وأطلقوا الأسرى الذين تكلّم فيهم الرسل، وعاد بهم الرسل إلى بغداد.

[ودخلت سنة اثنتين وثلاثمائة]

وفيها قبض على أبى عبد الله الحسين بن عبد الله المعروف بابن الجصّاص الجوهري وأنفذ إلى داره جماعة حتّى حملوه إلى دار السلطان فأخذ منه من المال والجواهر ما قيمته أربعة آلاف [٢] [١٠٢] وكان هو يدّعى أكثر من ذلك بكثير ويتجاوز فى ذلك عشرين ألف ألف دينار وأكثر.

وفيها خرج الحسين بن علىّ العلوي [٣] وتغلّب على طبرستان ولقب الداعي فوجّه إليه أخو صعلوك جيشا فلم يثبتوا له وانصرفوا فعاد العلوي إليها.


[١] . فى الأصل: ضهريّا. والصواب «ظهيرا» كما جاء فى حواشي مد.
[٢] . والمبلغ كان ستّة آلاف ألف دينار. انظر، صلة عريب، ص ٤٨. وربما سقط من الأصل: «ألف» .
ومط هنا ناقصة.
[٣] . هو الأطروش. انظر، صلة عريب: ٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>