للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فذكر لنصر أنّ ابن الفرات قد استخرج من ودائعه التي سلمت له خمسمائة ألف دينار بعد أن حلف فى وقت نكبته أنّه ما بقيت له وديعة لم يقرّ بها، فذكر نصر للمقتدر ذلك ليغيظه على ابن الفرات وغرّ نصر وابن الحوارى أبا علىّ ابن مقلة وأطمعاه فى الوزارة ليستخرجا ما عنده من أخبار ابن الفرات التي يضرّبون بها المقتدر عليه، حتّى ظهر الأمر فى ذلك واشتهر وكثرت به الأراجيف، فذهب أبو الخطّاب ابن أبى العبّاس ابن الفرات إلى عمّه فشرح له ما يتحدّث به الناس فقال له:

- «إن شككت فى أبى علىّ ابن مقلة مع تربيتي له ورفعي [١] منه شككت فى ولدي وفيك.» ثمّ تبيّن ابن الفرات بعد ذلك صحة ما نسب إلى ابن مقلة وأطلع [١٢١] أبا علىّ ابن مقلة على بعض ما وقع إليه من الخوض فى أمره على طريق التعجّب ليصرفه عمّا شرع فيه، فاستوحش أبو علىّ منه وخاف معاجلته إيّاه بالنكبة، فجدّ فى السعى عليه واعتصم بنصر الحاجب.

[ودخلت سنة خمس وثلاثمائة ورود رسولين لملك الروم بهدايا وألطاف كثيرة التماسا للهدنة]

وفيها ورد رسولان لملك الروم إلى مدينة السلام على طريق الفرات بهدايا عظيمة وألطاف كثيرة يلتمسان الهدنة.

وكان دخولهما يوم الإثنين لليلتين خلتا من المحرّم، فأنزلا فى دار صاعد بن مخلد، وتقدّم أبو الحسن ابن الفرات بأن يفرش لهما ويعدّ فيه كلّ ما


[١] . ويحتمل أن يقرأ: ودفعى، كما قرئ فى مد.

<<  <  ج: ص:  >  >>