للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يحتاجان إليه من الآلات والأوانى وجميع الأصناف، وأن يقام لهما ولمن معهما الأنزال الواسعة والحيوان الكثير والحلاوة، حتّى يتّسع بذلك كلّ من معهما، والتمسا الوصول إلى المقتدر بالله ليبلّغاه الرسالة التي معهما.

فأعلما أنّ ذلك معتذّر صعب لا يجوز إلّا بعد لقاء وزيره ومخاطبته فيما قصد إليه وتقرير الأمر معه والرغبة إليه فى تسهيل الإذن على الخليفة [١٢٢] والمشورة عليه بالإجابة إلى ما التمسا.

فسأل أبو عمر عدىّ بن عبد الباقي الوارد معهما من الثغر أبا الحسن ابن الفرات الإذن لهما فى الوصول إليه فوعده بذلك فى يوم ذكره له.

وتقدّم الوزير بأن يكون الجيش مصطفّا من دار صاعد إلى الدار التي أقطعها بالمخرّم، وأن يكون غلمانه وحده وخلفاء الحجّاب المرسومين بداره منتظمين من باب الدار إلى موضع مجلسه، وبسط له فى مجلس عظيم مذهّب السقوف فى دار منها يعرف بدار البستان بالفرش الفاخر العجيب، وعلّقت الستور التي تشبه الفرش واستزاد فى الفرش والبسط والستور ما بلغ ثمنه ثلاثين ألف دينار، ولم يبق شيء تجمّل [١] به الدار ويفخّم به الأمر إلّا فعل، وجلس على مصلّى عظيم من ورائه مسند عال والخدم بين يديه وخلفه وعن يمينه وشماله، والقوّاد والأولياء قد ملأوا الصحن، ودخل إليه الرسولان فشاهدوا فى طريقهما من الجيش وكثرة الجمع ما هالهما.

ولمّا دخلا دار العامّة أجلسهما الحاجب فى رواقها والرجال قد امتلأت بهم الدار، ثمّ أخذ بهما فى ممرّ طويل من وراء هذا الرواق حتّى أخرجهما إلى صحن البستان، ثمّ عدل بهما إلى المجلس الذي كان [١٢٣] الوزير جالسا فيه، فشاهدا من بهاء المجلس والفرش الذي فيه وكثرة الجمع منظرا


[١] . فى مط: فحمل.

<<  <  ج: ص:  >  >>