للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إحماده إيّاه على ما وفّره وأمر بأن يخلع عليه فخلع عليه وحمل على شهرىّ وانصرف إلى منزله. [١٥٠] وتحرّك الجند لغد [١] ذلك اليوم فى دار السلطان وضجّوا لارتفاع السعر، وتحرّكت العامّة فى المساجد الجامعة ببغداد وكسروا المنابر وقطعوا الصلاة بعد الركعة الأولى واستلبوا الثياب ورجموا بالآجرّ وكثرت الجراحات واجتمع منهم فى المسجد الجامع الذي فى دار السلطان عدد كثير على نصر الحاجب فوثبوا عليه ورجموه بالآجرّ.

ثمّ صاروا فى ذلك اليوم إلى دار حامد بن العبّاس فأخرج إليهم غلمانه فرموهم بالآجرّ والنشّاب وقتل خلق من العامّة فحملوا على الجنائز وشنّعوا بهم.

ووجّه حامد جماعة من غلمانه ومعهم ديوداذ بن محمّد وهو ابن أخى يوسف بن أبى الساج، فدخلوا المسجد الجامع بالجانب الغربي على دوابّهم فقتلوا جماعة وقتل أيضا من الجند عدّة وبات الناس ليلة السبت على صورة قبيحة من الخوف على أنفسهم وأموالهم وحرمهم وضعف صاحب الشرطة عن مقاومتهم لكثرة من تجمّع من العامّة.

فلمّا أصبحوا يوم السبت صار من العامّة عدد كثير إلى الجسور فأحرقوها وفتحوا السجون ونهبوا دار صاحب الشرطة ودار غيره، فأنفذ المقتدر جماعة من الغلمان الحجرية [١٥١] فى شذاءات عدّة لمحاربة العامّة وركب هارون بن غريب [٢] الخال فى جيش عظيم إلى باب الطاق فأحرق مواضع وتهارب العامّة من بين يديه إلى المسجد الجامع بباب الطاق ووكّل هارون بباب المسجد وقبض على جميع من وجده ولم يفرّق بين المستور والعيّار وحملهم


[١] . قرئ الأصل فى مد: بعد.
[٢] . فى مط: عريب الحال.

<<  <  ج: ص:  >  >>