للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر خبر الحسين بن منصور الحلّاج وما آل إليه أمره من القتل والمثلة

انتهى إلى حامد بن العبّاس فى أيّام وزارته أنّه قد موّه على جماعة من الحشم والحجّاب وعلى غلمان نصر الحاجب وأسبابه وأنّه يحيى الموتى وأنّ الجنّ يخدمونه فيحضرونه ما يشتهيه وأنّه يعمل ما أحبّ من معجزات الأنبياء. وادّعى جماعة أنّ نصرا مال إليه وسعى قوم بالسمرّى وببعض الكتّاب وبرجل هاشمىّ أنّه نبىّ الحلّاج وأنّ الحلّاج إله- عزّ [١] الله وتعالى عمّا يقول الظالمون علوّا كبيرا.

فقبض عليهم وناظرهم حامد فاعترفوا بأنّهم يدعون إليه وأنّه قد صحّ عندهم أنّه إليه يحيى الموتى وكاشفوا الحلّاج بذلك [١٥٤] فجحده وكذّبهم وقال:

- «أعوذ بالله أن أدّعى الربوبيّة والنبوّة وإنّما أنا رجل أعبد الله عزّ ذكره وأكثر الصوم والصلاة وفعل الخير ولا غير.» واستحضر حامد بن العبّاس أبا عمر القاضي وأبا جعفر ابن البهلول القاضي وجماعة من وجوه الفقهاء والشهود واستفتاهم فى أمره، فذكروا أنّهم لا يفتون فى قتله بشيء إلى أن يصحّ عندهم ما يوجب عليه القتل وأنّه لا يجوز قبول قول من ادّعى عليه ما ادّعاه- وإن واجهه- إلّا بدليل وإقرار منه.

فكان أوّل من كشف أمره رجل من البصرة تنصّح فيه وذكر أنّه يعرف أصحابه وأنّهم متفرّقون فى البلدان يدعون إليه وأنّه كان ممّن استجاب له ثمّ


[١] . فى مط: أعز الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>