للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القاسم ابن الحوارى ليسمع ما تحكيه. فسألها حامد عمّا تعرفه من أمر الحلّاج، فذكرت أنّ أباها السمرّى حملها إليه وأنّها لمّا دخلت إليه وهب لها أشياء كثيرة عدّدت أصنافها.

قال أبو القاسم: وهذه المرأة كانت حسنة العبارة عذبة الألفاظ مقبولة الصورة فكان ممّا أخبرت عنه أنّه قال لها:

- «قد زوّجتك من سليمان ابني وهو أعزّ أولادى علىّ [١٥٦] وهو مقيم بنيسابور وليس يحلو أن يقع بين المرأة والرجل [١] كلام أو تنكر منه حالا من الأحوال وأنت تحصلين عنده وقد وصّيته [٢] بك فإن جرى منه شيء تنكرينه فصومي يومك واصعدي آخر النهار إلى السطح وقومي على الرماد والملح الجريش [٣] واجعلي فطرك عليهما واستقبليني بوجهك واذكري لى منه ما تنكرينه منه، فإنّى أسمع وأرى.» قالت: وأصبحت يوما وأنا أنزل من السطح إلى الدار ومعى ابنته وكان قد نزل هو فلمّا صرنا على الدرجة بحيث يرانا ونراه قالت لى ابنته:

- «اسجدي له.» فقلت لها:

- «أو يسجد أحد [٤] لغير الله؟» قالت: فسمع كلامي لها فقال:

- «نعم، إله فى السماء وإله فى الأرض.» قالت: ودعاني إليه وأدخل يده فى كمّه وأخرجها مملوءة مسكا ودفعه


[١] . فى مط: الزوج، بدل «الرجل» .
[٢] . فى مط: قصته.
[٣] . فى مط: وملح الحريش.
[٤] . أحد: الكلمة سقطت من مط.

<<  <  ج: ص:  >  >>