للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مصر وفيها بغلة معها فلوّ [١] وكان يتبعها ويرتضع منها وغلام طويل اللسان يلحق طرف أرنبته.

وفيها قبض على أمّ موسى القهرمانة وعلى أختها وأخيها ذكر السبب فى ذلك

كان السبب فى ذلك أنّ أمّ موسى زوّجت بنت أخيها أبى بكر أحمد بن العبّاس من أبى العبّاس بن محمّد بن إسحاق بن المتوكّل على الله، وكان من أولاد الخلفاء النجباء وكانت له نعمة حسنة ظاهرة وكان حسن المروءة واللبسة والدوابّ والمراكب، وكان صديقا لعلىّ بن عيسى حتّى قيل: إنّه كان يرشّحه للخلافة.

فلمّا وقعت المصاهرة بينه وبين أمّ موسى أسرفت فيما نثرت من المال وفيما أنفقت على دعوات دعت فيها الصغير والكبير من أهل المملكة فى بضعة عشر يوما. فتمكّن أعداؤها من السعى عليها ومكّنوا فى نفس المقتدر بالله ووالدته السيدة أنّها إنّما صاهرت ابن المتوكّل ليزيلوا المقتدر بالله عن [١٦٤] الخلافة وينصبوا فيها ابن المتوكّل.

فتمّت النكبة عليها وسلّمت إلى ثمل القهرمانة مع أختها وأخيها. وكانت ثمل موصوفة بالشر لأنّها كانت قهرمانة أحمد بن عبد العزيز بن أبى دلف وكان أحمد يسلّم إليها من يسخط عليه من جواريه وخدمه فاشتهرت بالقسوة والسرف فى العقوبات.

واستخرجت ثمل منها ومن أختها وأخيها أموالا عظيمة وجواهر نفيسة ومن الثياب والكسوة والفرش والطيب ما يعظم مقداره حتّى نصب علىّ بن عيسى لذلك ديوانا وسمّاه: ديوان المقبوضات عن أمّ موسى وأسبابها، أجرى


[١] . كذا فى الأصل: فلوّ. ما فى مط مهمل. والفلوّ: ولد الجحش والمهر والبغل فى سنّ سنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>