للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- «قد أكثرتما علىّ، وأنا أجمل القول لكما. إن كان ما استعملته من الأحوال التي تصفان وما عاملت الناس به قد أثمر لى خيرا فاستعملا مثله وزيدا عليه، وإن كان قبيحا وهو الذي أصارونى إلى أن تمكّنتم منّى فتجنّبوه.

فإن السعيد من وعظ بغيره.» [١٨٣] فذهبا وأعادا ذلك على ابن الفرات فاسترجح حامدا وقال:

- «ما أدفع رجلته [١] ولا أنكر دربته ولكنّه رجل من أهل النار يقدم على الدماء ومكاره الناس.» قال ثابت [٢] فى كتابه فى التاريخ: ومن أعجب العجب أن يقول أبو الحسن ابن الفرات هذا القول ويصدّق قول حامد ويستجيده ويقول إنّه بأفعاله القبيحة من أهل النار وهو لا ينكر مع كرم طبعه وجلالة قدره وسلامة أخلاقه وإيثاره الإحسان إلى كلّ أحد على المحسّن ابنه طرائقه [٣] المنكرة وأفعاله العظيمة التي أنكرها على حامد بن العبّاس وقد زاد عليها للواحد واحدا ولا ينهاه ولا يعظه بما لحق حامدا فيرجع ويكون السعيد الذي وعظ بغيره فإنّ من يقدم على الله تعالى على بصيرة وبعد التنبيه والتذكير خلاف من يقدم وهو مغترّ غافل.

ثمّ راسل ابن الفرات حامد بن العبّاس فى الإقرار بماله بمائتي ألف دينار منها المائة التي كانت له عند إبراهيم جهبذه، لأنّه قد كان وقف على حصول هذا المال من جهة الجهبذ فى يد ابن الفرات.

وأخذ المحسّن شيئا آخر من جهة مونس خادمه إلى حضرة المقتدر بالله، وكتب إليه أنّه أخذ ذلك عفوا بغير مناظرة ولا مكروه [١٨٤] وأطمع المقتدر


[١] . فى مط: رحلته.
[٢] . فى مط: فأنت!
[٣] . فى مط: طرائفه المنكرة!

<<  <  ج: ص:  >  >>