للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خبر القرمطى بنىّ بن نفيس وجعفرا الزّرنجى إلى البصرة وقلّد محمّد بن عبد الله الفارقي أعمال المعاون بالبصرة وخلع عليه وانحدر فى الطيّارات والشذاءات. وورد الخبر بوصوله إليها بعد انصراف أبى طاهر الجنّابى عنها فأقام فيها الفارقي رجاله وانصرف بنىّ والزّرنجى.

وكان بنىّ بن نفيس أنفذ جماعة من القرامطة إلى بغداد ذكر أنّهم استأمنوا إليه وأنّهم زعموا أنّ علىّ بن عيسى كاتبهم بالمصير إلى البصرة وأنّه وجّه إليهم فى عدّة أوقات بهدايا وسلاح فوافوا بغداد وأنهى ابن الفرات الحال فى ذلك إلى المقتدر بالله.

ذكر مناظرة ابن الفرات علىّ بن عيسى

وعرض الكتاب بعينه عليه فأمره المقتدر بإخراج علىّ بن عيسى إليه ليناظره، والجمع بينه وبين القرامطة حتّى يواجهوه بما قالوا فيه، ففعل ابن الفرات فاحتجّ علىّ بن عيسى بأن قال:

- «إنّه من كان فى مثل حالتي وتحت سخط السلطان كاشفه الناس بالكذب [١٩٢] والباطل لا سيّما إذا كان الوزير منحرفا [١] ومغتاظا.» ثمّ أخذ ابن الفرات يخاطبه فى أمر الأعمال وكان فيما ناظره عليه أمر المادرائيين وقال:

- «قد كان [٢] أخذ ابن بسطام خطوطهما فى أيّام وزارتي الثانية صلحا عمّا وجب عليهما من خراج ضياعهما بمصر والشام وما أخذاه من المرافق بها مدّة تقلّدهما فى أيّامك الأولى بألفي ألف دينار وثلاثمائة ألف دينار وأدّيا


[١] . كذا فى الأصل ومط ومد: منحرفا. ولعله «منخرقا» .
[٢] . قد كان: ساقط من مد.

<<  <  ج: ص:  >  >>