للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عند والدته رجل أعجمى على سطح مجلس من مجالسها وعليه ثياب فاخرة وتحتها ممّا يلي بدنه قميص صوف ومعه محبرة ومقدحة وسكّين وأقلام وورق وسويق وحبل، يقال إنّه دخل مع الصّنّاع فحصل فى الموضع وبقي أيّاما فعطش وخرج ليطلب الماء فظفر به وسئل عن خبره فقال:

- «ليس يجوز أن أخاطب غير صاحب الدار.» فأخرج إلى الوزير أبى الحسن ابن الفرات فقال له:

- «أنا أقوم مقام صاحب الدار فقل ما شئت.» فقال: «ليس يجوز غير خطابه فى نفسه ومسألته عمّا احتاج إليه.» فرفق به فلم يغن الرفق. فلمّا لم تكن فيه حيلة أخذ الخدم يقرّرونه بالضرب والعنف فعدل عن الكلام بالعربية فقال بالفارسية:

- «ندانم [١] فصلب ولفّ عليه حبل من قنّب ومساقة [٢] ولطّخ بالنفط وضرب بالنار.

وخاطب ابن الفرات نصرا الحاجب بحضرة [٢٠٩] المقتدر فى أمر هذا الرجل، وقال له:

- «ما أحسبك ترضى لنفسك أن يجرى عليك فى دارك مثل هذا الذي جرى على أمير المؤمنين وأنت حاجبه وحافظ داره وما تمّ مثل هذا على أحد من الخلفاء فى قديم ولا حديث وهذا الرجل هو صاحب أحمد بن علىّ أخى صعلوك لا محالة، والدليل على ذلك أنّه أعجمى، فإمّا أن يكون أحمد


[١] . ندانم: الضّمة من الأصل. ولا ضمّة فى مط. ندانم: لست أعرف.
[٢] . كذا فى الأصل ومط: مساقة. فى مد: مشاقة (بإعجام الثاني) .

<<  <  ج: ص:  >  >>