للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان ابن الفرات موصوفا بسعة الصدر وحسن الخلق، وكان فرّق فى الشعراء مالا. فقال لمّا جرى حديث هؤلاء:

- «أنا أولى من عاونهم على أمرهم.» وأطلق لهم لما يصرفونه إلى ذلك عشرين ألف درهم.» فذكر أنّه لم يسبق ابن الفرات إلى ذلك إلّا ما حدّث به الضبعي عن رجاله أنّ مسلمة بن عبد الملك أوصى عند وفاته بالثلث من ثلثه لطلّاب الأدب وقال:

- «هم مجفوءون [١] وكان يستعمل كلّ يوم فى مطبخ ابن الفرات من لحوم الحيوان وفى دوره من الثلج الكثير ومن الأشربة التي تعرض على كلّ من دخل ومن الشمع ومن القراطيس ما لم يستعمله أحد قبله ولا بعده. وكان إذا ولى الوزارة ارتفعت أسعار الشمع والثلج والقراطيس خاصّة وإذا عزل رخصت.

وكان أهدى إلى مونس [٢١١] المظفّر عند موافاته من المغرب وإلى بشرى ويلبق وإلى نازوك وغيرهم من الغلمان والخدم لمّا حضر النوروز هدايا عظيمة لم تسمح نفس أحد بمثلها وقدّر أنّهم يستكفّهم بها فلم يقع موقعه الذي أراد.

ذكر السبب فى ضعف أمر ابن الفرات بعد تناهيه فى القوّة والاستقامة

اتّفق أن ورد الخبر إلى بغداد على ابن الفرات بأنّ أبا طاهر ابن أبى سعيد


[١] . فى مط: محفوفون.

<<  <  ج: ص:  >  >>