للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بابن أبى العزاقر [١] وكان هذا يدّعى من حلول اللاهوت فيه ما ادّعاه الحلّاج.

وكان المحسّن قد غنى بهذا الرجل فاستخلفه بالحضرة لجماعة من العمّال وكان له صاحب يعرف بملازمته مقدام على الدماء من أهل البصرة. فسلّم المحسّن إلى صاحب ابن الفرات هذا البصري جماعة فيهم النعمان بن عبد الله وعبد الوهّاب ابن ما شاء الله ومونس خادم حامد وأظهر أنّه يطالبهم بما بقي عليهم من المال، فلمّا حصلوا فى يده ذبحهم كما يذبح الغنم. وكان جماعة مستترين، فكتب ابن الفرات إليهم كتبا جميلة حتّى ظهروا، ثمّ صادرهم واستخرج منهم أموالا كثيرة.

ذكر القبض على أبى الحسن ابن الفرات وهرب ابنه المحسّن [٢١٦]

واشتدّ الإرجاف بابن الفرات حتّى استتر أولاده وكتّابه فراسله المقتدر على لسان نسيم.

فحكى أبو القاسم ابن زنجى أنّه كان بين يديه إذ جاءه نسيم فتقدّم إليه فأدّى الرسالة التي كانت معه، فسمعته يقول فى جوابها:

- «قل له: أنت تعلم يا أمير المؤمنين أنّى عاديت فى استيفاء حقوقك الصغير والكبير واستخرجت لك المال من الدنيء والشريف وبلغت غاية ما أمكننى فى تأييد دولتك ولم أفكّر فى أحد مع سلامة نيّتك وما قرّبنى منك واجتلب لى حسن رأيك، فلا تقبل فىّ قول من يريد إبعادى عن خدمتك ويغريك بما لا فائدة فيه ويدعوك إلى ما تذمّ [٢] عواقبه.


[١] . فى الأصل ومط: الغواقر، وهو تصحيف. تجد ذكره فى إرشاد الأريب ١: ٢٩٨ وذكر قصّة للوزير المهلّبى مع العزاقريّة بالبصرة، عند ابن الأثير فى حوادث سنة ٣٤٠ (مد) .
[٢] . فى مط: ندم.

<<  <  ج: ص:  >  >>