للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سفاتج بأربعمائة ألف درهم فكان ذلك سبب تمشيته الأمور.

واتفق الكلوذانى فى سائر المرتزقة وفى الفرسان قبل العيد ولم يزل أبو القاسم الكلوذانى يدبّر الأمور وقد تمكّنت الهيبة لعلىّ بن عيسى فى الصدور فاستعان بذلك على أمره.

وسار علىّ بن عيسى من دمشق إلى جسر منبج [١] ، ثمّ انحدر فى الفرات إلى بغداد وشخص الناس فى استقباله سنة خمس عشرة، فمنهم من أبعد إلى الرقّة.

[ودخلت سنة خمس عشرة وثلاثمائة [٢]]

ذكر ما دبّره علىّ بن عيسى فى وزارته هذه وما جرى فى أيّامه

وصل علىّ بن عيسى إلى بغداد وبدأ بدار المقتدر ووصل إلى حضرته بعد عشاء الآخرة ومعه مونس. فخاطبه أجمل خطاب وانصرف إلى منزله ووجّه المقتدر إليه فى ليلته بكسوة فاخرة وفرش ومال يقال إنّه بقيمة عشرين ألف دينار، وخلع عليه [٢٥٦] من الغد، وسار معه مونس المظفّر إلى أن بلغ داره وحلف عليه علىّ بن عيسى فنزل فى داره، وسار بين يديه هارون ابن غريب وشفيع ومفلح ونسيم وياقوت ونازوك وجميع القوّاد حتّى وصل إلى داره بباب البستان.

وكان قد ضرّب علىّ بن عيسى على هشام فتأخّر عنه واستوحش فكاتبه وونّسه حتّى حضر مجلسه ثمّ قال له:


[١] . منبج: على وزن مسجد، بلد قديم كبير واسع بينه وبين الفرات ثلاثة فراسخ، وإلى حلب عشرة فراسخ (مراصد الإطلاع) .
[٢] . السطر ساقط فى مط.

<<  <  ج: ص:  >  >>