للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى واسط أنس به وانبسط إليه فكشف له أنّه يتديّن بأن لا طاعة عليه للمقتدر ولا لبنى العبّاس على الناس طاعة وأنّ الإمام المنتظر هو العلوي الذي بالقيروان وأنّ أبا طاهر الهجري صاحب ذلك الإمام، وإنّه قد صحّ عنده أنّه يتديّن بدين القرامطة وإنّه إنّما صيّر العلوي متحقّقا به وبجميع أسراره بهذا السبب، وإنّه ليس له نيّة بالخروج إلى هجر، وإنّه إنّما يحتال بالوعد بالخروج إلى هجر حتّى يتمّ له أخذ الأموال، وإنّه قال فى شهر ربيع الآخر:

- «أىّ شيء بقي لنا على الخليفة ووزيره من الحجّة ولم ليس تخرج إلى هجر ولا أراك تستعدّ لذلك؟» فقال له فى الجواب:

- «لم لا تكون لك معرفة [٢٨٠] بالأمور من فى نيّته [١] الخروج إلى هجر.» وإنّه قال له:

- «فلم غررت السلطان من نفسك ووعدته بهذه الحال حتّى سلّم إليك جميع أعمال المشرق؟» فأجابه بأنه يرى انتقاض الخليفة وسائر ولد العبّاس الغاصبين أهل الحقّ فرضا لله- عزّ وجلّ عليه- وأنّ طاعته طاغية الروم أصلح من طاعته الخليفة.» وإنّه قال:

- «فهبك فعلت ذلك، ما الذي يؤمنك من القرمطى أن يوافى إلى واسط وإلى الكوفة فلا تجد بدّا من لقائه ومحاربته؟» فقال فى الجواب:


[١] . كذا فى الأصل: فى نيّته. وفى مط: فى بيته.

<<  <  ج: ص:  >  >>