للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسار يوسف من واسط يوم الأربعاء لليلة بقيت من شهر رمضان نحو الكوفة وعاد سلامة الطولونى منصرفا من عنده وكان حمل إليه المال.

ولمّا قرب أبو طاهر الهجري من الكوفة أطلق جميع من كان معه من أسارى الحاجّ وهرب عمّال السلطان من الكوفة فأخذ أبو طاهر جميع ما أعدّ ليوسف من المير والعلوفات وهو مائة كرّ دقيقا وألف كرّ شعيرا وقد كان خفّ ما مع أبى طاهر من الميرة، ولحقه وأصحابه [١] شدّة فقوى ومن معه بما صار إليهم. ووافى يوسف إلى ظاهر الكوفة يوم الجمعة لثمان خلون من شوّال وقد سبقه أبو طاهر إليها بيوم واحد فحال بينها وبينه.

وحكى عن أبى طاهر أنّه قال: إنّ عسكره قرب من عسكر يوسف فى الطريق بين واسط والكوفة، وكان يوم ضباب، فلم ير أحدهما صاحبه وانّه أحسّ به [٢] ولو شاء لأوقع به.

ووجّه يوسف إلى أبى طاهر يدعوه [٢٩٠] إلى الطاعة، فإن أبى فإنّ الوعد للحرب يوم الأحد.

فحكى الرسول: انّه لمّا صار إليه حمل إلى موضع فيه جماعة متشاكلو الزىّ وقيل له:

- «تكلّم فإنّ السيّد يسمع.» ولم يعرف من هو منهم. فأدّى الرسالة فأجيب بأنّه غير مستجيب لما دعاه إليه ولا لتأخير المناجرة. فكانت الحرب بينهما يوم السبت لتسع خلون من شوّال سنة خمس عشرة وثلاثمائة على باب الكوفة. فيقال إنّ ابن أبى الساج لمّا عاين عسكر أبى طاهر ووقف على عزّته أزرى عليه واحتقره [٣]


[١] . فى مط: وأصابه.
[٢] . فى مط: وأنّه أحر به، بدل «وأنّه أحسّ به» .
[٣] . فى مط: وأصغره.

<<  <  ج: ص:  >  >>