للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أهلها ووضع السيف فيهم بعد أن ملكهم وندب مونس المظفّر للخروج إليهم بالرقّة، وكان أهل قرقيسيا وجّهوا إلى القرمطى يطلبون الأمان منهم ووعدهم بجميل. ثمّ أنفذ إليهم من نادى بقرقيسيا ألّا يظهر بها أحد بالنهار فلم يجسر أحد بها أن يظهر [٣٠٣] فعبرت سريّة له إلى الأعراب على جسر عقده بالرحبة فأوقع بهم وقتل منهم مقتلة عظيمة وأخذ جمالهم وأغنامهم فرهبه الأعراب رهبة شديدة، وصاروا لا يسمعون بذكره إلّا تطايروا، وجعل عليهم أتاوة إلى هذه الأيام وهي من كلّ بيت دينار فى السنة. ثمّ أصعد من الرحبة إلى الرقّة.

وسار مونس المظفّر إلى الموصل ومنها إلى الرقّة فانصرف أبو طاهر عن الرقّة على طريق الفرات ووصل إلى الرحبة فحمل ما معه من الزاد وغيره فى زواريق وانحدر فى الماء وعلى الظهر ليعاود هيتا. وكان أهلها قد نصبوا على سورها عرّادات ومنجنيقات، فحاربوه وقتلوا من أصحابه، فانصرف عنها إلى ناحية الكوفة، وورد [١] الخبر بذلك فأخرج بنىّ بن نفيس وهارون بن غريب على مقدّمة نصر.

وجاءت خيل القرمطى ومعها ابن سنبر إلى قصر ابن هبيرة وعبروا الفرات بمخاضة فقتلوا جماعة من أهل القصر. فخرج نصر الحاجب ومعه القوّاد والرجّالة المصافيّة يريدون مواقعة أبى طاهر وحمّ نصر حمّى حادّة فلم يمنعه ذلك من المسير إلى سورا. ووافى [٣٠٤] أبو طاهر إلى شاطئ سورا وقت المغرب، فلم يكن فى نصر نهوض للركوب لشدّة علّته، فاستخلف أحمد بن كيغلغ وأنفذ معه الجيش فانصرف القرمطى قبل أن يلقاه أحمد بن كيغلغ.

واشتدّت علّة نصر وجفّ لسانه من شدّة الحمّى فردّ إلى بغداد فى عمارية


[١] . كذا فى الأصل ومط: وورد الخبر. وفى مد: وزاد الخبر.

<<  <  ج: ص:  >  >>