للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يده.

وركب نازوك إلى المقتدر وشكا إليه هذه الحال فلم يكن من المقتدر إنكار رضيه [١] نازوك فانصرف محفظا وجميع رجاله وجمع هارون ابن غريب رجاله وباتا جميعا مستعدين.

فلمّا أصبحوا زحف أصحاب نازوك إلى دار هارون بن غريب وأغلق هارون بابه دونهم وخارج الباب جماعة من غلمان هارون وأصحابه فقتل منهم قوم وفتح باب هارون حينئذ وخرج أصحابه واستحكمت الحرب بينهم واشتدّت. فوجّه نازوك إلى أصحابه بمن صرفهم، ثمّ ركب [٣١١] الوزير أبو علىّ ومعه مفلح الأسود لتوسط القصّة، فبدأ بابن الخال وأدّى إليه رسالة المقتدر بالكفّ. ثمّ صار الى نازوك فأدّى إليه مثل ذلك فسكنت القصّة.

واستوحش نازوك وأقام فى داره وفيها غلمانه وأصحابه ورجاله وظهر فى ساقه توتة [٢] وقلعها وجعلها سببا فى ترك الركوب وبعد ثلاثة أيّام صار إليه هارون بن غريب بدرّاعة فاصطلحا وأقام نازوك فى داره وصار هارون بن غريب إلى البستان النجمى فأقام فيه ليبعد عن نازوك وكثر الناس عليه وأرجفوا له بإمرة الأمراء فاشتدّ ذلك على أسباب مونس المظفّر وكتبوا به إليه وهو بالرقّة فأسرع الشخوص منها على طريق الموصل إلى بغداد ووصل إليها ولم ينحدر إلى المقتدر ولا لقيه وصاعد إليه الأمير أبو العبّاس والوزير أبو علىّ فسلّما عليه وانحدر نازوك.

[ظهور الوحشة بين مونس والمقتدر]

وأقام هارون بن غريب فى دار السلطان منابذا لمونس المظفّر ودخل أبو


[١] . رضيه: فى الأصل غموض، وما أثبتناه يوافق مط ومد.
[٢] . فى مط: قومه، بدل «توتة» .

<<  <  ج: ص:  >  >>