للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إليه الرجّالة أسرعوا نحوه فخافهم لأنّهم شهروا السلاح عليه، فولّى منهم وعدا وأطمعهم فى نفسه وعدوا خلفه وانتهى به الهرب منهم إلى باب كان هو سدّه أمس ذلك اليوم بالآجر والجصّ ولم يمكنه النفوذ ووصلوا إليه وقتلوه وقد كانوا قتلوا قبله [١] عجيبا وصاحوا:

- «مقتدر يا منصور.» فتهارب كلّ من فى الدار من الوزير والحجّاب والحشم وسائر الطبقات حتّى بقيت الدار خالية.

وصلب [٣٢٢] الرجّالة نازوك وعجيبا على خشب الستارة التي على شاطئ دجلة [ثمّ صار [٢] الرجّالة إلى] دار مونس يطالبون بالمقتدر بالله، وبادر الخدم فى دار السلطان فغلقوا أبوابا وكان جميعهم خدم المقتدر وحاشيته وصنائعه، وأراد أبو الهيجاء أن يخرج من الدار فتعلّق به القاهر وقال:

- «يا أبا الهيجاء تسلّمنى؟» فدخلت أبا الهيجاء الحميّة والأنفة، فرجع معه وقال:

- «والله لا أسلمتك.» وعاد فوجد الأبواب مغلقة فدخلا دار السلام وارتفعت ضجّة وتكبير.

فقال فائق وجه القصعة، لبعض الخدم الصغار الرسائليّة [٣] :

- «أنظر ما هذه الضجّة؟» فمضى وعاد وقال:

- «قتل أبو الهيجاء.»


[١] . قبله: كذا فى الأصل: وفى مط: قتله.
[٢] . فى مط: وصار إلى مونس. بدل «ثم صار الرجّالة إلى دار مونس» . وما بين المعقوفتين من مد.
[٣] . فى مط: رساطية.

<<  <  ج: ص:  >  >>