للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقيل: «شرذمة من الكيغلغية.» فركب فى الوقت يريدها فلمّا قرب منها أسرع أحمد بن كيغلغ إليه بعد أن علم أنّه هو فتناوشا وكاد لشكرى يستأسره فخرج أهل تلك القرية فزعقوا به فضعفت نفس لشكرى وتقارب وهو أحمد فضربه أحمد بسيفه ضربة قدّ المغفر والخوذة ونزل السيف فى رأسه فقتله وخرّ لشكرى ساقطا فنزل أحمد إليه وحزّ رأسه وعرف أصحابه الخبر فطاروا [٣٤٧] هاربين وكان فتحا طريفا واتفاقا عجيبا. وكانت سنّ [١] أحمد بن كيغلغ يومئذ تجاوز سبعين سنة.

وفيها صرف الكلوذانى عن الوزارة وقلّدها الحسين بن القاسم.

ذكر السبب فى تقلّد الحسين بن القاسم الوزارة وما تمّ له من الحيلة فيها

كان أبو القاسم ابن زنجى يحكى فى توصّل الحسين بن القاسم إلى الوزارة خبرا طريفا ويقول: كان أبو علىّ الحسين بن القاسم يعرف بأبى الجمال وكان لى صديقا يسكن [٢] إلىّ ويستدعينى إلى الموضع الذي كان مستترا فيه ويشاورني فالزمنى بذلك حقّا وحرمة فاجتهدت فى السعى له والتوصّل بكلّ سبب وحيلة إلى أن تقلّد الوزارة.

فكان من أنجع ما عملته أنّ رجلا بمدينة السلام يعرف بالدانيالى كان يلزمني ويبيت عندي ويخرج إلىّ بسرّه [٣] ويحدّثنى أنّه يظهر كتبا ينسبها إلى دانيال بخطّ قديم ويودع تلك الكتب أسماء قوم من أرباب الدولة على حروف مقطّعة إذا جمعت فهمت واستوى له بذلك جاه وقامت له به سوق.


[١] . فى مط: بين.
[٢] . وفى مط: فشكا.
[٣] . وفى مط: ويخرج إلى سرّى.

<<  <  ج: ص:  >  >>