للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بى أن أهجّنه بخطوط له عندي قبل هذه الحال الغالية [١] فقولوا له: أيّها الوزير أبو علىّ، ذكّرتك بما لو طالبتك برعايتها أو بالمجازاة على ما أسلفتك فى أوقات انحراف الزمان عنك أو سألتك ولاية أو إماحة أو إحسانا فى معاملة فى ضيعة أو إرفادا [٤٠٠] وهل من الجميل ألّا أجد عندك إذا رفّهتك من هذا كلّه سلامة فى نفسي فيما قد ركبته منّى ممّا إذا صدقت نفسك خفت العقوبة من الله عزّ وجلّ ثمّ قبح الأحدوثة من الناس.

- «أما ما ظننته عندي، فما الأمر كما وقع لك لأنّ هذا المال إن كان موروثا عن أبى رحمه الله فلست وارثه وحدي ولو كان لاقتسمناه ونحن عدّة فلم يكن بدّ من أن يشيع ويعرف خبره وإن ظننته من كسبي فتصرفى وما وصل إلىّ منه معروف وما خفيت عنك نزارته ومن بحضرتك من أصحاب الدواوين يشهدون لى بأنّى ما حظيت ببعض مؤونتي [٢] وإن ظننته من استغلال فما استغلّه مقسوم بين الورثة وإن رجعت إليهم بالمسألة لم تجد ما يخصّنى فى زمان تصرفى إلّا بعض ما انصرف إلى مئونتي ومروّتى.

- «وقد خلف الوزراء والأكابر وأولادا مثلي فى كفايتي ودوني فتعرضوا لمواقف واستشرفوا لرتب وراسلوا وروسلوا فهل رأيتنى إلّا فى طريق التسلّم وراضيا بامتداد ستر الله تعالى والزهد فى هذه الدنيا. فأىّ شيء تقول الله تبارك اسمه، ثمّ لعباده إذا


[١] . فى مط: العالية (بالعين المهملة) .
[٢] . كذا فى الأصل ومط: مؤونتي. وفى مد: مروءتى.

<<  <  ج: ص:  >  >>