للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأموال تنصبّ إلى ابن ياقوت ويعطى منها ابنا رائق وغيرهما ما يريد فتغيرت له القلوب واعتقدوا الخلاف عليه.

وتحقق أبو عبد الله البريدي بأبى علىّ ابن مقلة. وكانت الكتب ترد عليه من الأهواز بجميع ما يجرى فأشار بأن يتلاحق أمرهم وقال:

- «إنّ القوم متخاذلون وابن ياقوت مستبدّ عليهم وقلوبهم شتّى وإنّ ابني رائق صديقاه فإن أخرج إليهم جيش اختلفت كلمتهم [٤٠٥] وإن تركوا قويت شوكتهم بأموال الأهواز وعقدوا لعبد الواحد الخلافة وطلبوا الحضرة.» فأنفذ أبو علىّ إبن مقلة أبا عبد الله البريدي إلى مونس حتّى شافهه بذلك كلّه فقال مونس:

- «قد ترى الحيرة فى مال البيعة وقد استحقّ الناس رزقه لأنّ الحادثة المقتدر منذ ثلاثة أشهر فمن أين المال؟» فقال أبو عبد الله البريدي:

- «أنا أضمنه ويسبّب علىّ وأقدّم بالحضرة ثلاثين ألف دينار وأصحّح [١] بالسوس خمسين ألف دينار وبتستر عشرين ألف دينار والباقي بالأهواز.» وأحضر صاحب ديوان الجيش وعمل جريدة لمن تجرّد مع يلبق وأجمل ما لهم فبلغ مائتي وخمسين ألف دينار فحمل أبو عبد الله الثلاثين الألف الدينار التي ضمن تعجيلها بالحضرة وخوطب القوّاد وتكاثرت العساكر مع يلبق وأبو عبد الله البريدي معه.

وخرج بدر الخرشنى [٢] فى الماء وكوتب أحمد بن نصر القشوري وكان يتقلّد البصرة أن يسير معه فلمّا تحصّلت الجيوش بواسط تغيّرت القلوب على محمّد بن ياقوت وتبيّن ذلك فقال للجماعة:


[١] . فى مط: أضح.
[٢] . فى مط: الحرشي.

<<  <  ج: ص:  >  >>