للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحيلة على مونس وأصحابه وبلغه فساد نيّة طريف السبكرى وبشرى [١] ليلبق وابنه [٤١٤] ومنافستهما إيّاهما على مراتبهما الجليلة ثمّ علم أنّ مونسا ويلبق أكثر اعتمادهما إنّما هو على الساجيّة وكانا وعداهم بالموصل إذا دخلا بغداد أن يجعلاهم برسم الحجريّة وأنهما ما وفيا لهم بذلك وأنّ نيّاتهم متغيّرة لهما. فراسل القاهر الساجيّة وهزّ بهم على مونس ويلبق وضمن لهما أن ينقلهم إلى رسم الحجريّة- وكان الساجيّة يقبضون فى كلّ ستين يوما برسم المماليك، والحجريّة يقبضون فى كلّ خمسين يوما- وأن يلحقهم فى النزل والعلوفة بالحجريّة.

وكان بين اختيار القهرمانة وبين أبى جعفر محمّد بن القاسم بن عبيد الله معرفة قديمة وبينها وبين والدته مخالطة، فأشارت على القاهر بمكاتبته أن يعده بوزارته ليعاونه على التدبير على مونس وأصحابه وأشارت على محمّد بن القاسم بأن يكاتب القاهر ويصدقه عن تدبير أبى علىّ ابن مقلة وابن يلبق عليه. وكانت اختيار هذه تخرج من دار السلطان إلى دار القاهر القديمة التي فى دار ابن طاهر وتظهر أنّ خروجها فى حوائج حرم القاهر وولده، فإذا كان بالليل صارت إلى محمّد بن القاسم ولقيته.

وبلغ أبا علىّ ابن مقلة أنّ القاهر قد جدّ فى التدبير عليه وعلى مونس ويلبق وابنه [٤١٥] والحسن بن هارون وحملهم على الجدّ والمبادرة إلى خلعه من الخلافة واتّفق رأيهم على تقليدها أبا أحمد ابن المكتفي بالله وواقفوا شاذمروز [٢] حماة إبراهيم بن خفيف صاحب ديوان النفقات وكانت متحققة بأبى أحمد على ما دبّروه وعقدوا الأمر سرّا لأبى أحمد ابن المكتفي بالله وحلف له يلبق وابنه وأبو علىّ ابن مقلة والحسن بن هارون ثمّ كشفوا ما


[١] . فى مط: تسترى، بدل «بشرى» .
[٢] . فى مط: ساده مرور.

<<  <  ج: ص:  >  >>