للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حضر عند أبى العبّاس الخصيبى بطيلسان وعمامة وخفّ وهما معه فاستخلاه المجلس فأخلاه له فعاتبه عتابا طويلا وذكّره بحقوق كثيرة وضروب من الخدمة خدمه بها فى أوقات مختلفة عند نكبات كانت للخصيبى وقال له فى آخر كلامه:

- «إنّما أعددتك بجميع هذا للدنيا لا للآخرة وأنت معذور فى أمر المال لأنّك تزعم أنّه بأمر الخليفة وطاعته واجبه وفى ضربك أبا يوسف لأنّه تماتن [١] عليك لم ذكرت أمّ أبى يوسف وهي أمّى ولم استحسنت قذفها [٢] أما استحققت عليك بجميع [٤٣١] حقوقي هذه أن تصونها عن الذكر بالقبيح لأجلى؟» فخجل الخصيبى وقال:

- «صدقت، كان يجب أن أفعل ذلك ولكن لم أضبط نفسي عند الغيظ وأنا معتذر إليك ودع ما مضى. الخليفة مقيم على أنّه لا بدّ من ألف ألف دينار وقد وصفتك لأمير المؤمنين وقلت: أبو يوسف حرج الصدر وأبو عبد الله أخوه رحب الصدر ولا يخالف أمير المؤمنين ولولا ذلك لنقل أبا يوسف إليه ولما أمنت عليه فأحبّ أن تكفيني أمركما فحسبي حيائى ممّا مضى واكتب خطّك بزيادة ألفى ألف درهم.» فقال أبو عبد الله:

- «لقد أغنيتنى أيّها الوزير وما قصّرت وأحسنت العذر والتلافي.» فقال له:

- «بحياتى لمّا كتبت.»


[١] . كذا فى الأصل: تماتن. وفى مط: تماهن.
[٢] . فى مط: قبضها، بدل «قذفها» .

<<  <  ج: ص:  >  >>