للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ملكه ستة أشهر، وكان أهل إصطخر ظفروا بيزدجرد بن شهريار بن أبرويز بإصطخر، قد هرب إليها حين قتل شيرويه إخوته، فلمّا بلغ عظماء إصطخر أنّ من بالمدائن خالفوا فرّخ زادخسرو، أتوا بيزدجرد بيت نار يدعى: «بيت نار أردشير» ، فتوّجوه هناك وملّكوه وكان حدثا. ثم أقبلوا به إلى المدائن، وقتلوا «خرّه داد خسرو» بحيل احتالوها له وساغ الملك ليزدجرد.

[ملك يزدجرد بن شهريار بن أبرويز]

فملك يزدجرد. غير أنّ ملكه كان عند ملك آبائه كالخيال وكالحلم، وكانت العظماء والوزراء يدبّرون ملكه لحداثة سنّه، وكان أشدّهم نباهة في وزرائه [١] وأذكاهم رئيس الخول [٢] . وضعف أمر مملكة فارس، واجترأ عليه أعداؤه من كلّ وجوه، وتطرّفوا [٣] بلاده، وأخربوا منها، وغزت العرب بلاده بعد أن مضى من ملكه ثلاث أو أربع سنين، [٢٧٢] وكان عمره كلّه إلى أن قتل بمرو عشرين سنة.

وله أحاديث وسير، سنذكرها بعد فراغنا من الأحوال التي تمّت من جهة الرأى والتدبير في أيام النبىّ- صلّى الله عليه وسلّم- والخلفاء من بعده، إلى أن يتصل بذكر يزدجرد، وما كان منه [٤] .


[١] . في الأصل: «وزارته» وما أثبتناه من مط والطبري.
[٢] . الخول: عطية الله من النعم، والعبيد، والإماء، وغيرهم من الأتباع والحشم.
[٣] . في الطبري أيضا: تطرّفوا. مط: تطرّقوا.
[٤] . أنظر الطبري ٢: ١٠٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>