للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سعيد. [١] فمن ذلك أنّه لمّا قلّد الكرج وقلّد الجماعة المستأمنة معه النواحي التي ذكرناها وكتبت لهم العهود ووردوا الرىّ وبها وشمكير وأبو عبد الله الحسين بن محمّد الملقّب بالعميد- وهو والد أبى الفضل ابن العميد وزير ركن الدولة- وكان ناظرا فى الأمور بالرىّ فعرضت عليه بغلة حسنة كانت لعلىّ بن بويه أراد بيعها والاستعانة بثمنها وكان ثمنها ثلاثة آلاف درهم قيمتها مائتا دينار، فاشتراها وحمل المال إليه فظهر لعلىّ بن بويه أنها تشترى لأبى عبد الله العميد فقادها إليه وحلف ألّا يأخذ ثمنها، ثمّ تابع ذلك بملاطفات كثيرة إلى أن غمره بالبرّ ثمّ أوجب [٢] الرأى عند مرداويج أن يتعقّب ما أمر به من تولية [٤٣٧] أولئك القوّاد.

وكتب إلى أخيه وشمكير وإلى أبى عبد الله العميد بمنعهم من الخروج من الرىّ وإن كان بعضهم خرج منع من بقي. وكانت الكتب تصدر أوّلا إلى العميد فيقف عليها ثمّ تعرض على وشمكير جملها. فحين وقف على الكتاب تقدّم إلى علىّ بن بويه سرّا أن يبادر إلى عمله، فسار من وقته وساعته وطوى المنازل. وأصبح العميد من الغد فأظهر الكتب فلمّا عرضها على وشمكير كان قد صار علىّ بن بويه على مسافة بعيدة فمنع من لم يكن خرج من أولئك القوّاد. وفاز علىّ بن بويه بالولاية التي كانت سبب ملكه وتمكّنه وليس يعرف لجميع ذلك بعد قضاء الله عزّ وجلّ سبب إلّا سخاءه وسعة صدره.

فلمّا وصل إلى الكرج ابتدأ بالإحسان إلى الرجال وملاطفة عامل البلد فكان العامل يكتب بشكره وضبطه الناحية وحمايته واتّفق أن افتتح قلاعا


[١] . فى مط: سعد.
[٢] . والعبارة فى مط: إلى أن غره تاليه بما أوجب!

<<  <  ج: ص:  >  >>