للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مدد السلطان فتجتمع الجيوش من كلّ وجه، والصواب لمن كان فى مثل صورته أن يبادر ويعاجل من بين يديه ولا ينتظر بهم الاحتشاد وإنشاء التدابير عليه. ولم يزل يراسل علىّ بن بويه ويهوّن عليه الخطب إن بادر ويعظّمه إن توانى [٤٤١] وتأخّر إلى أن سار نحو النوبندجان وسبقه مقدّمة ياقوت وهي فى نحو ألفى رجل وفيهم وجوه أصحابه وشجعانهم مثل المعروف بكورمرد [١] الخراساني وابن خركوش [٢] وكانا شديدين مذكورين بالبأس ومعهما أشباههما من أهل النجدة.

فوافاهم علىّ بن بويه إلى النوبندجان فلم يثبتوا وانهزموا إلى كركان وجاءهم ياقوت وأصحابه إلى هذا الموضع فنصب أبو طالب النوبندجانى وكلاءه وثقاته لخدمة علىّ بن بويه وتنحّى بنفسه إلى ضيعة له مغالطة لياقوت وراسل ياقوتا انّ الخوف الذي شمله والناس ألجأه إلى الهرب والتباعد واستشاره فيما يعمل وهو مع ذلك مجتهد فى نصيحة علىّ بن بويه وإرشاده إلى صواب الرأى وإهداء الأخبار إليه ودلالته على المسالك والطرق. وأقام لمئونته وإنزاله من يزيح علّته فى الجميع حتّى أضافه وجميع عسكره أربعين يوما ولزمته مؤونة عظيمة يذكر أنّ مبلغها مائتا ألف دينار.

وأنفذ علىّ بن بويه أخاه أبا علىّ إلى كازرون وغيرها من أعمال فارس فاستخرج منها أموالا عظيمة وأثار ذخائر جليلة كانت للأكاسرة يتوارثها قوم هناك، فزاد [٤٤٢] استخراجه على استخراج أخيه.

وأنفذ ياقوت عسكرا ضخما إلى الحسن بن بويه فواقعهم بالنفر اليسير الذين معه فهزمهم وصار موفورا إلى أخيه علىّ بن بويه. ثمّ اتّفق أن تمّ عليه مواطأة ياقوت ووشمكير ومرداويج، وبلغه من ذلك ما أوجب أن يسير إلى


[١] . فى مط: بكور مرو الخراساني.
[٢] . فى مط: خركوس.

<<  <  ج: ص:  >  >>