للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مثل ذلك ويلقاهم بالليل وهو يتزيّا برىّ السؤال وفى يده زبّيل [١] وفى وقت بزىّ النساء إلى أن شحذ نيّاتهم وجمع كلمتهم على قصد القاهر والفتك به وحذّرهم منه وعرّفهم أنّه قد بنى لهم المطامير. واحتال من جهة منجّم كان لسيما حتّى لقّنه أن يقول لسيما من جهة النجوم أنّه يخاف عليه من القاهر ويحذّره منه. وأعطى الحسن بن هارون هذا المنجّم مائتي دينار فملأ عينه حتّى مكّن فى نفس سيما الخوف من القاهر وكان سيما يقبل منه ويستحسن إصاباته. ثمّ دسّ إليه من جهة منامات يدعيها أشياء حتّى اشتدّ خوف سيما من القاهر.

فلمّا كان يوم الإثنين لأربع خلون من شهر ربيع الآخر وقع بين الغلمان الحجريّة وبين الغلمان الساجيّة خلاف وذكر الساجيّة أنّ القاهر يريد أن يفتك بسيما وهو رئيس الساجيّة وخرج سيما من دار السلطان مبادرا إلى داره واجتمع إليه الساجيّة بأسرهم والقوّاد فى السلاح [٤٤٩] وأقاموا عنده إلى آخر النهار، ثمّ انصرفوا وباكروه فاجتمع قوّاد الساجيّة مع قوّاد الحجريّة وتحالفوا أن تكون كلمتهم واحدة ثمّ استحلفوا باقى الحجريّة والساجيّة. واتّصل ذلك بالقاهر وبالوزير وبالحاجب، فوجّهوا من يسألهم عمّا أوحشهم فقالوا:

- «قد صحّ عندنا أنّ القاهر عزم على القبض على سيما وعلى حبسنا [٢] فى مطامير قد بناها لنا.» وكان الفضل بن جعفر يتولّى بناء مطامير من ماله ويحتسبها من مال مصادرة عليه فعرف القاهر ما يقولونه فتقدّم إلى سلامة بالخروج إليهم وحلف القاهر له على أنّه لم يفعل ذلك ولا همّ به وإنّما بنى حمامات روميّة للحرم، وخرج سلامة لذلك.


[١] . الزبّيل: الزنبيل.
[٢] . فى مط: جيشنا، بدل «حبسنا» .

<<  <  ج: ص:  >  >>