للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عدوّ من الديلم يضادّه فتقاعد المولّدون أيضا وافترقت كلمتهم وانهزم المظفّر بن ياقوت إلى فارس وبها أبوه ياقوت واستأمن إلى علىّ بن بويه نحو من أربعمائة رجل من الديلم فصارت عدّته سبعمائة رجل وملك إصبهان وهو فى ثلاثمائة رجل.

وبلغ الخبر مرداويج فسيّر أخاه وشمكير لطلبه فى الوقت فلمّا قرب إصبهان رحل عنها علىّ بن بويه وصار إلى أرجان وكان قد تهيّبها لحصوله بين ياقوت وهو بفارس وبين ابنه محمّد وهو برامهرمز فصوّر [١] عنده بالمهانة واضطراب الرأى والرجال. فدخل أرجان واستوطنها وكاتب ياقوت واستخرج من مال أرجان خراجا نحو ألفى ألف درهم ووصل مع ذلك إلى ودائع ونظّم أمره للمسير إلى كرمان وبها ما كان بن كاكى الديلمي ليستأمن إليه فلم يجبه ياقوت عن كتابه ولم يقبله [٤٦١] فكاتبه علىّ بن بويه وخاطبه بالإمارة والتعبّد وعرّفه أنّه يسأله أحد الأمرين: إمّا أن يقبله، أو يأذن له فى المصير إلى باب السلطان. فلمّا لم يقبله ياقوت وسار إليه مع ابنه المظفّر ليحاربه سار علىّ بن بويه إلى النوبندجان وقدّر أن تكون الحرب بها وقدّم كتبه إليه وطلب منه الأمان واستعفاه من الحرب فحذّره ياقوت وخشي أن يغتاله وكان قيل له: إنّ علىّ بن بويه يريد الحيلة عليه ليحصل بفارس ويخدعه عنها.

وكان علىّ بن بويه قد حصل أيّام مقامه بكازرون وبلد سابور- وذلك عند خروجه من أرجان- نحو خمسمائة ألف دينار مع كنوز كثيرة وجدها فقويت شوكته وزاد رجاله. فلمّا صار إلى النوبندجان قام بأمره أبو طالب زيد بن علىّ وتكفّل بنفقاته فلزمه عليه فى كلّ يوم خمسمائة دينار وأقام


[١] . كذا فى الأصل: فصوّرا. والضبط فى مد: فصوّر. والعبارة فى مط: فصور وعنده بالمهانة.

<<  <  ج: ص:  >  >>