للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بواسط إلى أن يستتمّ ذلك وأنّه يراه وشيرج مع من معهما أكفاء لمن بالحضرة من ابن ياقوت والحجريّة والساجيّة وسائر الأصناف وأنّه مستغن عن أن يلقاهم بنفسه.

وكان قد صاغ تاجا عظيما ورصّعه بالجوهر. وذكر أبو مخلد أنّه رآه قبل الحادثة بأيّام جالسا على سرير ذهب قد جعل عليه منصّة عظيمة وتفرّد بالجلوس عليه وجعل دونه سرير فضّة وعليه فرش مبسوط ودون ذلك كراسي كبار مذهّبة [٤٩٠] وغير ذلك ليرتّب أصحاب الأقدار [١] مراتبهم فى الإجلاس. قال: وكان الكافّة من الناس بالبعد قياما ينظرون إليه ما ينطقون إلّا همسا إعظاما له وإكبارا لقدره.

وفيها وقع بين أصحاب ياقوت ومحمّد بن رائق شرّ فاقتتلوا وقتل بينهم خلق.

وفيها قبض على المظفّر ومحمّد ابنىّ ياقوت بتدبير أبى علىّ بن مقلة ذكر السبب فى ذلك

كان السبب فى ذلك أنّ أبا علىّ كان قلقا من غلبة محمّد بن ياقوت على سير الأمور ونظره فى جباية الأموال وحضور أصحاب الدواوين مجلسه وتفرّده بما يعمله الوزراء وعطلته هو، إلى أن تمّ تدبيره عليه. فلمّا كان يوم الإثنين لستّ خلون من جمادى الأولى ركب القوّاد إلى دار السلطان على رسمهم فى أيّام المواكب وحضر الوزير أبو علىّ ابن مقلة وأظهر الراضي أنّه يريد أن يقلّد جماعة من القوّاد عدّة نواح من المملكة ويخلع عليهم. وحضر


[١] . كذا فى الأصل ومط: الأقدار. وفى مد: الأوزار، وهو خطأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>