للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محمّد بن ياقوت للخدمة وأبو إسحاق القراريطى كاتبه معه وجلسوا على رسمهم فى الصحن التسعينى. ثمّ خرج الخدم إلى محمّد بن ياقوت فعرّفوه أنّ الخليفة يطلبه فقام مبادرا. [٤٩١] فلمّا دخل عدل به إلى حجرة قد أعدّت له وأخذ سيفه ومنطقته ووكّل به. ثمّ خرج الخدم إلى أبى إسحاق القراريطى فعرّفوه أنّ صاحبه يطلبه. فلمّا دخل عدل به إلى حجرة أخرى وحبس [١] .

ووجّه بقوم إلى دار المظفّر بن ياقوت فقبض عليه وحمل إلى دار السلطان وحبس مع أخيه وكان وجد قريبا من السكر لأنّه كان يشرب ونفذت حيلة الوزير أبى علىّ عليهم وتقدّم إلى الغلمان الحجريّة والساجيّة أن يصيروا إلى دار السلطان وأن يضربوا مضاربهم فى بابى الخاصّة والعامّة ليحفظوا الدار وأمر مفلح الأسود أن يصير إلى دار محمّد بن ياقوت.. [٢] وخلع عليه وسلّم القراريطى إلى الوزير أبى علىّ فأخذ خطّه بخمسمائة ألف دينار ثمّ تقرّر أمره على ثلاثة آلاف ألف درهم.

وانحدر ياقوت من واسط إلى السوس بجميع أصحابه وكتب إلى الراضي بالله كتابا فى أمر ابنيه يستعطفه فيه لهما ويرقّق قلبه عليهما ويسأله الإحسان إليهما وتجديد الصنيعة عندهما وعنده فيهما وأن يلحقهما ليعاوناه على أمره ويكونان [٣] معه فى حروبه.

ولمّا زال أمر محمّد بن ياقوت وتفرّد أبو علىّ بالتدبير استخلف ابنه أبا الحسين [٤٩٢] على جميع الدواوين والأعمال وصارت مكاتبة جميع أصحاب الدواوين له وإنفاذهم الأعمال إليه. فصار يعزل ويولّى ويحلّ ويعقد وصار إليه أبو عبد الله أحمد بن على الكوفي وطرح نفسه عليه وارتسم


[١] . فى مط: جلس.
[٢] . سقط بعض الألفاظ من الأصل ومط.
[٣] . ويكونان: كذا فى الأصل ومط.

<<  <  ج: ص:  >  >>