للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سأل وإيحاشه فيحتاط لنفسه ويخبّب الرجال وقد حمل إلى الأمير مع هذا ثلاثين ألف دينار هدية هي فى منزلي.» وقال له ابن رائق:

- «ما كنت لأصرف الحسين بن علىّ مع نصحه لى وتبرّكى به ولو فتح لى فارس وإصبهان وساقهما إلىّ خصوصا وأهداهما لى دون غيرى.» قال: «أيّها الأمير فإن كرهت هذا فضمّنه واسطا والبصرة.» فقال: «هذا لفعلته إن أشار به أبو عبد الله الحسين بن علىّ.» قال: «فتكتمه أيّها الأمير خوضنا فى الكتابة ولا تذكرها.» وحضر أبو عبد الله الحسين بن علىّ بعد ذلك وعرض عليه هذا الرأى فضجّ منه وعدّد مساوئ البريدي وغدره وكفره الصنائع منذ ابتداء أمرهم وإلى أن كاشفوا بالعصيان، وأعاد حديث ياقوت. ثمّ التفت إلى ابن مقاتل فقال:

- «ما قضيت حقّ هذا الأمير ولا نصحته.» ثمّ قال:

- «أنا عليل أيّها الأمير، فإن عشت وأنا معك فهيهات أن يتمّ عليك وإن مضى فىّ حكم الله فنشدتك [١] الله أن تأنس بالبريدى أو تسكن إليه بشيء من أصناف حيله.» فدمعت عين ابن رائق وقال:

- «بل يحييك الله [٥٤٧] ويهلكه.» وكان الحسين ابن علىّ عليلا من حمّى وسعال. ثمّ انصرف الحسين بن علىّ وابن مقاتل مغضب. فقال لابن رائق:


[١] . فى مط: فسدل الله، بدل «فنشدتك الله» .

<<  <  ج: ص:  >  >>