للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إليه الخلع قبل وصوله إلى بغداد فوصلت إليه وهو بهيت [١] فلبسها. ثمّ دخل بغداد وأقرّ أبا القاسم الكلوذانى على ديوان السواد واستخلف بالحضرة أبا بكر عبد الله بن علىّ النفرى وهو زوج أخته وكتب السلطان فى استيزاره أبا الفتح كتابا نفذ إلى أصحاب الأطراف.

ولمّا بلغ ابن رائق ما خاطب البريدي به أهل البصرة قلق وتغيّر للكوفى واتّهمه وهمّ بالقبض عليه، فحامى عنه أبو بكر ابن مقاتل، ثمّ رأى أنّه يغالط ابن البريدي بكتاب إليه. فقال للكوفى أنّه بلغني أنّ صاحبك خاطب أهل البصرة بما أنا معرض عنه فإنّه ربّما وقع التزيّد فى مثله ولكن اكتب إليه:

- «إنّ الذي أنكرته قبولك الحجريّة. فأمّا إذا تردهم وإمّا أن تطردهم [٥٥٦] وإن استأذنوك فى ناحية يقصدونها فاضمم إليهم من رأيت من قوّادك وأنفذهم إلى الجبل وهذا العسكر الذي أنفذته إلى حصن مهدى، فأنا أعلم أنّه لمّا اتّصل ورود الهجري إلى الكوفة استظهرت بإنفاذه ليعين من فيها عليه إن احتيج إلى ذلك وقد استغنى الآن عنهم وفى مقامهم بالحصن مع الاستغناء عنهم تسليط الظنون السيّئة عليك وإيجاد أعداءك سبيلا إلى التضريب بيني وبينك.

- «وبلغني أنّك قد كنت أنفذت أبا جعفر محمّدا غلامك إلى السوس- وكان قد أنفذه على الحقيقة- وأمرته أن يقصد الطيب ويقيم بها إشفاقا من أن يلحقني وهن من القرامطة فإن احتيج إليه لحماية واسط كان قريبا وإنّى لمّا وافيت كاتبته بالانصراف فعاد إلى الأهواز، وهذا مشكور. فاعمل فى أمر إقبال ومن أنفذته إلى حصن مهدى كهذا العمل، ثمّ أنا لك على الوفاء.»


[١] . هيت: سمّيت باسم بانيها وهو هيت بن البندى، ويقال: البلندى. بلدة على الفرات فوق الأنبار، ذات نخل كثير وخيرات واسعة (مراصد الاطّلاع) .

<<  <  ج: ص:  >  >>