للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

آلاف رجل وقال للأمير أبى الحسن أحمد بن بويه:

- «إن أقاموا بالأهواز وقعت فتنة عظيمة بينهم وبين الديلم. والرأى أن يخرجوا إلى السوس مع محمّد المعروف بالجمال، حاجبي وأسبّب بمالهم عليها وعلى جنديسابور حتّى يقبضوا وينفذوا على طريق البنيان [١] إلى إصبهان.» فأجابه إلى ذلك ثمّ طالبه أن يحضر رجال الماء إلى حصن مهدى حتّى يشاهدهم فإذا عاينهم سيّرهم فى الماء إلى واسط وسار أحمد بن بويه بالديلم على طريق السوس إليها فاستوحش البريدي من ذلك استيحاشا شديدا وظنّ أنّه إنّما يريد أن يفرّق بينه وبين عسكره وقال:

- «هكذا عملت بياقوت فإنّى أخذت رجاله ثمّ أهلكته. فلو لم أتعلّم إلّا من نفسي لكفانى استبصارى والله المستعان.» [٥٧٣] وكان الديلم أيضا يستخفّون به ويشتمونه إذا ركب ويزعجونه من فراشه وهو محموم وتلقّى منهم ما لم تجر عادته بمثله. وكانت الكرامة متوفّرة عليه من الأمير أبى الحسين ومن أبى علىّ العارض. فأمّا الباقون فكانوا يهينونه إهانة عظيمة.

ولمّا أراد الهرب قدّم كتابه فى صبيحة الليلة التي خرج فيها وعرّف أبا جعفر الجمّال غلامه ما عزم عليه وأمره أن يسير إلى الباسيان ومنها إلى نهر تيرى ثمّ إلى الباذاورد والبصرة وتمّ ذلك على ما نظمه، وحصل جيشه بالبصرة موفورين. واتّصلت المراسلات بينه وبين أحمد بن بويه فى الإفراج عن قصبة الأهواز حتّى يردّها ويقوم بما عقده للأمير علىّ بن بويه على نفسه من ضمان الأهواز والبصرة وهي ثمانية عشر ألف ألف درهم لسنة


[١] . البنيان: ما فى الأصل مهمل تماما. والمثبت من مط ومد.

<<  <  ج: ص:  >  >>