للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الري وقتله ما كان الديلمي وهزيمته لوشمكير إلى طبرستان.

ذكر السبب فى ذلك كان ماكان مستقرّا بكرمان من قبل صاحب خراسان حتّى بلغه قتل مرداويج فاجتمع عليه استئمان رجاله إلى عماد الدولة على بن بويه ومجاورته إيّاه وطمعه فى معاودة أعماله الأولى من جرجان وطبرستان.

فصار إلى خراسان واستعفى من ولاية كرمان وسأل ولاية جرجان. فوليها وسار إليها وفيها بلقاسم ابن بانجين [١] من قبل وشمكير فقدّم ما كان كتابا إلى وشمكير يداريه فيه ويستنزله عن أعماله التي كانت [٣١] فى يده ويستعيده إلى حال المودّة والموادعة، وكان الإجماع قد وقع من الجيل والديلم أنّه لم ير فيهم أشجع ولا أنجد ولا أفرس من ماكان وأقرّ له بذلك كلّ شجاع مذكور وكلّ متقدّم مشهور.

فصادفت رسالته من وشمكير ضعف قلبه بقتل أخيه مرداويج وقرب عهده بالمصيبة وإشفاقه من صاحب خراسان ومن جهة عماد الدولة على بن بويه.

فاستجاب له إلى النزول عن جرجان وكتب إلى صاحبه بلقسم ابن بانجين [٢] بتسليمها إليه. فلمّا مضت له مدّة استنزله ما كان أيضا عن سارية [٣] فنزل له أيضا عنها.

فتأكّدت الحال بينهما واستحكمت المودّة واستوحش صاحب خراسان من تضافرهما وآل الأمر إلى أن خلع ما كان طاعته وأسقط خطبته. فسار حينئذ أبو على ابن محتاج إلى جرجان لمواقعته فى عسكر كثيف أمدّه به صاحب


[١] . بانجين: كذا فى الأصل: وما فى مط مهمل الّا فى الأخير. والمثبت فى مد: بالحسن.
[٢] . حال الكلمة هنا حالها فى الموضع السابق.
[٣] . وفى مط: شاريه، وهو تصحيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>