للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخرشنى بالمصلّى وما زالت الحرب بين البريدي وابن رائق إلى وقت الظهر وما زالت الحرب فى الماء منذ ذلك اليوم إلى يوم السبت لتسع بقين من جمادى الآخرة، فاشتدّت الحرب على الظهر وفى الماء، وأوقع الديلم بالعامّة الذين فرصوا [١] ودخل الديلم من أصحاب البريدي دار السلطان من جهة الماء وملكوا الدار فخرج المتقى وابنه منها هاربين فى نحو عشرين فارسا فخرجا إلى باب الشمّاسية ولحق بهما ابن رائق وجيشه ولؤلؤ ومضوا إلى الموصل.

واستتر القراريطى الوزير فكانت مدّة وزارته أحدا [٢] وأربعين يوما.

وقتل الديلم من وجدوا فى دار السلطان ونهبوها نهبا قبيحا ودخل الديلم دور الحرم. وأقام البريدي أبو الحسين فى حديدية أيّاما على باب الخاصّة ووجد فى دار السلطان ابن سنجلا وعلىّ بن يعقوب فأطلقا. وأمّا كورنكيج فقيّده وحدره إلى أخيه أبى عبد الله فكان آخر العهد به. ووجد القاهر فى محبسه فأقرّ فيه من دار السلطان.

فلمّا كان بعد أيّام صعد أبو الحسين البريدي [٥٨] ونزل فى دار مونس وهي التي كان ينزلها ابن رائق وقلّد أبا الوفاء توزون الشرطة فى الجانب الشرقي ونوشتكين الشرطة فى الجانب الغربي وأخذ الديلم فى النهب والسلب وكبست الدور وأخرج أهلها ونزلت ولم يزل الناس على ذلك إلى أن تقلّد توزون ونوشتكين الشرطة، فإنّ الفتنة سكنت قليلا. وأخذ أبو الحسين البريدي حرم توزون وابنيه وعيالات أكثر القوّاد والأتراك وأنفذهم إلى أخيه ليكونوا رهائن فى يده.

وغلت الأسعار ببغداد وظلم البريدي الظلم المعروف لهم وافتتح الخراج


[١] . فرصوا (بالصاد المهملة) : كذا فى الأصل. وفى مط: فرضوا (بالمعجمة) . وهو المثبت فى مد.
[٢] . وفى الأصل: أحد.

<<  <  ج: ص:  >  >>