للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يوم ذكره وأحضر القوّاد المذكورين فى ذلك اليوم فقبض فى داره عليهم وقتل الديلم فصار إلى ديسم فى العسكر الذي اجتمع [١] له.

وكان المرزبان أساء إلى [٦٩] الأكراد الذين استأمنوا إليه. فوافق ذلك ظهور ديسم بتبريز فصاروا بأجمعهم إليه واتصل بالمرزبان ما جرى على الديلم فندم على إيحاش علىّ بن جعفر واستماع كلام أعدائه فيه، واستوزر أبا جعفر أحمد بن عبد الله بن محمود وخلع عليه ولقّبه: المختار.

ثمّ استعدّ وسار إلى تبريز وقد سبقه ديسم فجرت بينهما حروب وثبت الديلم وانهزم الأكراد. فعاد ديسم إلى تبريز متحصنا بها وحامى أهلها عليه وذلك لما سبق من فعلهم بالديلم، وحاصرهم المرزبان وابتدأ فى استصلاح علىّ بن جعفر ومراسلته وإعطائه عهد الله وميثاقه والعصمة التي بينهما من الدين على أن يعود له. فأجابه علىّ بن جعفر بأنّه لا يريد من جميع ما بذله له إلّا السلامة وأنّه ما فارق ديسما حين فارقه إلّا هربا من المكروه ولا فارقه الآن وعاد إليه إلّا هربا من مثل ذلك وأنّ الذي يلتمسه منه أن يعفيه من العمل ويصونه فى نفسه وحاله ليلزم منزله ويروح ويغدو إليه. فأجابه إلى ذلك وسفر بينهما من الثقات الذين يجمعهم الدين من وثق له بجميع ما أراد فسكن إليه.

واشتدّ الحصار على ديسم فثلم ثلمة فى سور المدينة ليلا وخرج منها هو وأصحابه إلى أردبيل ولم يجسر المرزبان على اتّباعه فى الوقت، خوفا من أن يعطف عليه فى صعاليكه [٧٠] ويخرج من ورائه أهل تبريز. فتأخّر عنه وخرج إليه علىّ بن جعفر فوفى له وأقام أهل تبريز على ممانعته.


[١] . كذا فى الأصل ومط: اجتمع. والمثبت فى مد: أجمع.

<<  <  ج: ص:  >  >>