للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يمهلوه، وعرّفوه أنّه قد أمن على نفسه بالأيمان التي سألها وسكن إلى ما بذل له وليس لتأخره عن الخروج وجه ويشيّد هو أيضا كلامهم ويؤيّده ولا يقنع منه إلّا بالخروج إليه فى أسرع وقت وأقربه.

ففعل المرزبان ذلك واضطرب أهل البلد على ديسم لحصول رؤسائهم فى يد المرزبان فخرج إليه. فلما أتاه خبره تلقّاه وأكرمه وأعظمه ووفى له بكل ما واقفه [١] عليه وقلّد أبا عبد الله النعيمي وزارته وقبض على ابن محمود وسلّمه إليه فصادره وجميع أصحابه وصادر وجوه البلد واستخرج أموالا عظيمة. واستقامت أمور المرزبان وخطب له [٧٢] على جميع منابر أذربيجان.

حثّ على الإعتبار بما كان

فليعتبر الناظر فى هذا الكتاب هل أوتى هؤلاء الملوك إلّا من سوء تحفّظهم واشتغالهم عن ضبط أمورهم وتفقّدها بلذّاتهم وشهواتهم، وإغفالهم [٢] أمر أصحاب الأخبار وتركهم تعرّف نيات وزرائهم وقوّادهم وأمور عساكرهم، وتعويلهم على الاتّفاقات والدول التي لا يوثق [٣] بها، وقلّة تصفّحهم أحوال الملوك قبلهم ممّن استقامت أمورهم كيف كانت سيرتهم وكيف ضبطوا ممالكهم ونيّات أصحابهم بضروب الضبط: أولا بالدين الذي يحفظ نظامهم ويملك سرائهم ثمّ بأصحاب الأخبار الثقات والعيون المذكاة على مدبّرى أمورهم والتفقّد لهم يوما يوما


[١] . واقفه: كذا فى الأصل. وفى مط ومد: وافقه، خلافا للأصل.
[٢] . وفى مط: اعتقالهم، بدل «إغفالهم» .
[٣] . وفى مط: لأبويه بها، بدل «لا يوثق بها» .

<<  <  ج: ص:  >  >>