للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأتراك إلى البصرة ليفتحها. وكان أخوه ناصر الدولة يدافعه بحمل المال ويضايق الأتراك خاصة وكان توزون وخجخج يسيئان الأدب على سيف الدولة بواسط ويتحكّمان عليه حتّى ضاق ذرعا بهما.

وكان ناصر الدولة قد أنفذ أبا عبد الله الكوفي إلى سيف الدولة أخيه ومعه ألفى ألف درهم وخمسين ألف دينار لينفق فى الأتراك. فوثب توزون وخجخج به بحضرة سيف الدولة وأسمعاه مكروها. فضمّه [٧٥] سيف الدولة إلى نفسه ثمّ ستره فى بيت وقال لهما:

- «أما تستحيان منّى فتجاملانى فى كاتبي.» ثمّ واقف [١] سيف الدولة كاتب خجخج أن يسير خجخج إلى المذار ويسوّغه ارتفاعها إذا حماها وواقف [٢] أبا علىّ المسيحي كاتب توزون على المسير بتوزون إلى الجامدة ويوهب له ارتفاعها وعليه حمايتها. وانتظم هذا التدبير وعاد الكوفي إلى مجلسه بحضرة سيف الدولة ورهب أن يعود إلى منزله وعبر خجخج إلى غربي واسط للمسير واستعدّ توزون أيضا للمسير إلى الجامدة.

فوافى أبو عمرو المسيحي وقت الظهر لثلاث بقين من شوّال هاربا من ناصر الدولة إلى أخيه أبى علىّ المسيحي وكان معه توقيع من ناصر الدولة بخطه إليه يقول فيه:

- «قد اتّصل طمعك فىّ وانبساطك علىّ وأنا محتمل وأنت مغترّ. وبلغني إدخالك يدك فى وقف فلان. وو الله لئن لم تخلّصها وتقصر عن فعلك المذموم لأقطعنّ يديك ورجليك.» فزعم أبو عمرو المسيحي أنّه قرأه وانحدر وذكر أنه قال له قبل ذلك


[١] . واقف: كذا فى الأصل بوضوح. وهو ساقط فى الأصل والمثبت فى مد: وافق.
[٢] . واقف: كذا فى الأصل ومط بوضوح. والمثبت فى مد: وافق.

<<  <  ج: ص:  >  >>