للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واستصلح قبل ذلك الترجمان وضمن له مالا فبعث المتقى إليه:

- «إنى راغب فيك مائل إليك محبّ لتقليدك، ولكن ليس يجوز أن أبتدئ بذكرك فأصلح أمرك مع الترجمان وقل له يسمّيك مع جماعة فإنّى أختارك من بينهم.» ففعل ذلك ولقى المتقى لله وقلّده وزارته وانصرف إلى منزله.

وورد الخبر بنزول سيف الدولة المورفه [١]

[ذكر الخبر عن مصير سيف الدولة إلى بغداد بعد هزيمته وما انتهت إليه حالته]

لمّا بلغ سيف الدولة خلاف توزون وخجخج بواسط طمع فى بغداد فوافى المورفة [٢] وظهر المستترون من أصحابه من الجند وخرجوا إليه. وانحدر أبو عمرو المسيحي كاتب توزون إلى واسط مستترا هاربا إلى صاحبه وانحدر أيضا الترجمان. وأرجف الناس بانحدار المتقى واضطرب الناس وأصبحوا على خوف شديد، فأمر المتقى لله بالنداء ببراءة الذمة ممّن أرجف بانحداره.

[٨٠] وجاء سيف الدولة فى يوم الإثنين لأربع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان إلى باب حرب، فنزل فى المضارب وعليه وعلى أصحابه أثر الضرّ الشديد لما لحقهم فى البرّية، وخرج إليه أصحابه ومن يريد الإثبات وجرت بينه وبين المتقى لله رسائل على يد أبى زكرياء السوسي وطالب بأن يحمل إليه مال، ووعد أن يقاتل توزون إن ورد الحضرة. فحمل إليه المتقى أربعمائة ألف درهم فى دفعات وانضمّ إليه كلّ من بقي بالحضرة من القوّاد وما زال


[١] . ما فى الأصل مهمل، والمثبت فى مد: المروفه. وفى مط: الروقة.
[٢] . وفى الأصل المروفة (بالإهمال) والمثبت فى مد: المروفة. وما فى مط: المروقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>