للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مدّة نظر الوزير أبى الحسين ابن مقلة فى الأمور إلى أن ينظر فيها أبو جعفر الكرخي نحو شهر.

وقد كان كيغلغ لمّا استخلفه توزون بواسط أمره بقتال أبى الحسين البريدي فعجز عنه، فأصعد إلى بغداد ولم يمكن توزون المبادرة بالرجوع إلى واسط إلى أن تستقرّ الأمور بالحضرة، وتدبير [١] جميع ما يحتاج إليه. فأقام مدّة شوّال وأكثر ذى القعدة إلى أن توطّأت الأمور واستقامت.

وكان وقت هزيمة سيف الدولة من واسط أسر غلاما له يقال له: ثمل، عزيزا على سيف الدولة فأطلقه ووهبه لسيف الدولة وأكرمه وأنفذه إليه [٨٢] فى هذا الوقت لما حصل ببغداد، فحسن موقع ذلك منه ومن ناصر الدولة حتّى قال بالموصل:

- «توزون صنيعتي وقد قلّدته الحضرة واستخلفته بها» .

فسكنت نفس توزون إلى ذلك، وكان مغيظا على البريدي لقبح ما عامله به.

فانحدر توزون إلى واسط وخلّف الترجمان ببغداد وتقدّم إلى أبى جعفر الكرخي أن يلحق به، وضمّن ضياعه أبا الحسين ابن مقلة برغبة منه إليه بمائة وثلاثين ألف دينار فى السنة.

ووافى فى هذا الوقت أبو جعفر بن شيرزاد إلى توزون هاربا من البريدي فتلقّاه توزون فى دجلة وسرّ به وقال له:

- «يا أبا جعفر كملت إمارتى بك وتمّت النعمة عندي لأجلك. أنت أبى وهذا خاتمي- فنزعه من يده وأعطاه إليه- فدبّرنى وصرّفنى على رأيك.» فقبّل أبو جعفر يده وسأله أن يمهله، فلم يجبه. وكان أبو الحسن الأسمر [٢]


[١] . كذا فى الأصل بشيء من الغموض، وما أثبتناه يؤيّده مط. والمثبت فى مد: تجهيز.
[٢] . وفى مط: الإسم، بدل «الأسمر» .

<<  <  ج: ص:  >  >>