للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن شيرزاد يخلع على اللصّ

وفى صفر من هذه السنة ظهر لصّ يقال له: ابن حمدي وكان أعيا السلطان. فخلع عليه ابن شيرزاد وأثبته برسم الجند ووافقه على أن يصحّح فى كلّ شهر خمسة عشر ألف دينار ممّا يسرقه وأصحابه، وأخذ خطّه بها فكان يستوفيها منه ويأخذ البراءات وروزات الجهبذ بما يؤدّيه أوّلا أوّلا.

[وفى هذه السنة قتل أبو عبد الله البريدي أخاه أبا يوسف. ذكر السبب فى قتل البريدي أخاه وما جرى بعد قتله إياه وعاقبة أمره]

كان أبو عبد الله البريدي لمّا حاصره سيف الدولة أيام مقامه بواسط أحد عشر شهرا ثمّ توزون بعده ضاقت به الأمور فاضطربت رجاله وعملوا على الاستئمان إلى أبى يوسف أخيه ليساره واستقرض من أبى يوسف قرضا بعد قرض. فكان يعطيه النزر اليسير وذكر تخلّفه وتضييعه وأنه بالإقبال تمّ له ما تمّ لا لتدبير. ثمّ تعدّى ذلك فصار يذكر جنونه وعجلته. وصحّ عند أبى عبد الله أنّ أبا يوسف يريد القبض عليه واعتقاله لأن يجرى عليه جراية على تقتير [١] . فاستوحش كلّ واحد منهما من صاحبه.

فحكى إسرائيل الجهبذ وكان خصيصا بأبى عبد الله أنه استدعاه وشكا إليه حاله فى الإضاقة ثمّ قال:

- «قم إلى أبى يوسف أخى- وأومأ إلى درج بين يديه وفتحه فإذا فيه حبّ لؤلؤ وياقوت أحمر وأزرق يبهر الناظرين- وقال: احمل هذا إليه وسله


[١] . تقتير: كذا فى مط. وفى الأصل: نقير. والمثبت فى مد: نقم.

<<  <  ج: ص:  >  >>