للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- «كنت أسمع أنّ رجلا واحدا يفي بألف رجل فلا أصدق حتى شاهدت اصفهدوست وحملته وهزيمته صافى وزمرته فصدقت بذلك.» وكان معز الدولة بنى زبازب فى قطيعة أم جعفر وعددها نيف وخمسون فخرجت يوم الأربعاء لثلاث بقين من ذى الحجة إلى دجلة وكان غلمان معز الدولة يحاربون فيها من فى زبازب ناصر الدولة من أصحابه وذكر أبو جعفر الصيمري أنّ الجهد كان قد بلغ منهم والحيل قد أعيتهم وضاق بهم الأمر حتى عزم معز الدولة على الرحيل إلى الأهواز وحمل أثقاله وقال:

- «ترون فى طريقنا العبور فإن أمكننا حيلة فيه وإلّا جعلنا وجهنا إلى الأهواز.» وتهيّأ أن عبر الصيمري واصفهدوست ... [١] تسعة نفر فى سحر يوم السبت انسلاخ ذى الحجة إلى الجزيرة [١٣١] التي بازاء المخرّم وأرادوا العبور منها إلى الجانب الشرقي فعارضهم ينال كوسه [٢] معارضة يسيرة وتهيّأ لهم العبور وتبعهم أصحابهم فعبروا.

ذكر الحيلة التي تمّ بها عبورهم

كان معز الدولة رتّب هذه المعابر فى الصراة ثم حدرها فى الليل على شاطئ دجلة إلى موضع التمارين [٣] لأنّه أضيق موضع فى دجلة ووافق وزيره الصيمري واصفهدوست وخواص ديلمه على العبور وأظهر هو أنّه يعبر


[١] . كذا فى الأصل ومط. وفى مد: كوشه، كما سبق أن أشرنا إليه.
[٢] . هنا فى الأصل كلمة غامضة قرئت فى مد: «بهما» ولا نراها صوابا. وأمّا فى مط فسقطت الكلمة والكلمتان اللتان بعدها.
[٣] . كذا فى الأصل ومط. والمثبت فى مط: الثمانين: وثمانين بليدة عند جبل الجودىّ فوق الموصل نزله نوح حين خرج من السفينة ومعه ثمانون إنسانا، فابتنوه قرية وسكنوها (مراصد الإطلاع) .

<<  <  ج: ص:  >  >>