للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من أعلى قطربّل. فمضى بالليل فى وقت موافقتهم وضرب البوقات وسار بالمشاعل وحمل بعض تلك المعابر بالأوهاق على الظهر. فلمّا رأى أعداءه ذلك سار أكثرهم بإزائه لممانعته فتمكن الصيمري ومن معه من العبور وكان الصيمري أوّل من بذل نفسه لأنّ أصحابه تهيّبوا العبور فلمّا سبقهم أنفوا وتبعوه.

ثمّ عاد معز الدولة إلى هذا الموضع وقد أحسّ القوم بحيلته فتكاثروا بالزبازب ومنعوهم من العبور وغرّقوا ركوتين واشتدّت الحرب وانهزم الأتراك.

وكان ينال كوسه قد شرب ليلته ولمّا حصل جماعة من الديلم فى الجانب الشرقي زعقوا بينال كوسه فانهزم ومضى أصحابه إلى باب الشماسيّة. [١٣٢] واضطرب عسكر ناصر الدولة فوجّه ابن شيرزاد إلى ناصر الدولة: أنّ الصواب أن تركب لتلقى من عبر من الديلم.

فرد عليه فى الجواب، أنّ العادة قد جرت بأنّى إذا ركبت انهزم الناس.

وأنّ الصواب أن يركب هو. فركب أبو جعفر ورأى الناس قد ركب بعضهم بعضا وليس يلوى أحد على أحد ولا يقف فانهزم هو أيضا معهم وانهزم ناصر الدولة وملك الديلم الجانب الشرقي وأحرقوا ونهبوا وقتل من العامّة جماعة ومات منهم عدد كثير من رجال ونساء وصبيان لأنّ الخوف حملهم على الهرب لما كانوا قدّموه إلى الديلم من الشتم والحرب فى أيام الفتنة فخرجوا حفاة فى الحرّ الشديد ومشوا إلى عكبرا فماتوا فى الطريق [١] .

وجرى معز الدولة على عادته فى الرأفة فأمر برفع السيف والكف عن


[١] . زاد صاحب التكملة: قال بعضهم: رأيت امرأة تقول: انا بنت ابن قرابة ومعى حلى وجواهر تزيد على ألف دينار فمن يأخذها ويسقيني شربة ماء؟ فما أجابها أحد وماتت وما فتشها أحد لشغل كل انسان بنفسه. (مد) .

<<  <  ج: ص:  >  >>